به ، ودوام انتصاب القلب بذكره ، ودوام الأنس به.
وقال محمد بن حنيف رحمهالله : المحبة : الموافقة لله في التماس مرضاته.
وقال بعضهم : المحبة هي موافقة القلوب عند بروز لطائف الجمال.
وقال أبو يزيد : أحببت الله حتى أبغضت نفسي ، وأبغضت الدنيا حتى أحببت طاعة الله ، وتركت ما دون الله حتى وصلت إلى الله ، واخترت الخالق فاشتغل بخدمتي كل مخلوق.
وقيل : المحبة هي اتباع الرسول صلىاللهعليهوسلم في أقواله وأفعاله وأحواله وآدابه إلا ما خصّ به ؛ لأنّ الله قرن محبتاه باتباعه.
وسئل الأنطاكي : ما علامة المحبة؟ قال : أن يكون قليل العبادة ، دائم التفكر ، كثير الخلوة ، ظاهر الصمت ، لا يبصر إذا نظر ، ولا يسمع إذا نودي ، ولا يحزن إذا أصيب ، ولا يفرح إذا أصاب ، ولا يخشى أحدا ، ولا يرجوه.
وسئل يحيى بن معاذ عن حقيقة المحبة ، قال : الذي لا يزيد بالبر ، ولا ينقص بالجفوة.
وقال جعفر في قوله : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي) قيد أسرار الصدّيقين بمتابعة نبيه صلىاللهعليهوسلم لكي تعلموا أنهم وإن علمت أحوالهم وارتفعت مراتبهم لا يقدرون مجاوزته ولا اللحاق به.
وقال ابن عطاء : في هذه الآية أمر بطلب نور الأدنى من عمي عن نور الأعلى ، وأقول : لا وصول النور الأعلى من لم يستدل عليه بالنور الأدنى ، ومن لم يجعل السبيل إلى النور الأعلى والتمسك بآداب صاحب نور الأدنى ومتابعته فقد عمي عن نورين جميعا ، وألبس ثواب الاعتزاز.
قال أبو يعقوب السوسي : حقيقة المحبة أن ينسى العبد حظه من ربه ، وينسى حوائجه إليه.
قال الواسطي : لا تصح المحبة والإعراض على سره أثر والشواهد في قلبه خطر بل صحة المحبة نسيان الكل في استغراق مشاهدة المحبوب وفناؤه به عنه.
وقال ابن منصور : حقيقة المحبة قيامك مع محبوبك بخلع أوصافك ، والاتصاف باتصافه.
قال الشيخ أبو عبد الرحمن : سمعت النصر آبادي يقول : محبة توجب حقن الدم ، ومحبة توجب سفكه بأسياف الحب ، وهو الأجل.
وروى أبو الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ