الله المتين ، وصرف الإيمان بنعت اليقين.
وقال ابن عطاء موضعا للملاحظات : وليس بأيديهم من النفع والضر شيء فكيف لمن دونهم.
وقال الواسطي : في هذه الآية لا تخطرون بأسراركم تغطيهم ولا الكفر في معانيهم واعلموا إنما هي ربوبية تولدت عبودية.
وقال ابن عطاء : إياك أن تلاحظ مخلوقا وأنت تجد إلى ملاحظة الحق سبيلا ، قال الله تعالى ولا يأمركم الآية.
وقال الواسطي : في هذه الآية محلا للمخاطبات ، وموضعا للمعاملات ، أيأمركم بالكفر بعد إذ انتم مسلمون أيأمركم بالاحتجاب عن الحق بعد معاينة الحق ، أو بالانقطاع عن الحق بمواصلة غيره.
وقيل : يأمركم بالتوسل إلى من لا وسيلة له إلا بالحق.
وقيل : أيأمركم بمطالعة الأشكال ونسبة الحدثان إلى الأمثال ، بعد أن لاح في أسراركم أنوار التوحيد ، وطلعت في قلوبكم شموس التفريد.
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٨١) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٨٢))
قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) أخذ الله ميثاق خصائص خطاب علم المجهول الذي بنا عن حقائق أسرار الربوبية مع النبيين والصديقين بواسطة إلهام الملك ، وغير واسطة منفردا عن نطق المخلوقات ، بل الحق منفرد بإنزاله ، وإظهار أنواره في عيون أرواحهم ، ليصدقوا به ويعرفون أنه من عند الله وينصرونه باليقين والمعاملة ، وهذا من رموز الكتاب ، وأما ظاهر الكتاب ، فإنّ الله تعالى أراد أن يري الأنبياء والأصفياء من الأولين والآخرين شرائف مقامات حبيبه ، تخصيص على جمهورهم ليؤمنوا به ويعرفونه ؛ لأنّ من عرفه فقد عرف الحق ، ومن أمن به ودخل في دائرة المحبة وحقيقة القربة.
قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) وقال صلىاللهعليهوسلم : «من