شهر ذي الحجة ، لأنها وقت مناسك الحج ، ففيها الإحرام ، والطواف ، والوقوف بعرفة ..
وقيل المراد بها : الليالى العشر الأواخر من رمضان وقيل : الليالى العشر الأول من شهر المحرم ..
قال الإمام ابن كثير : والليالى العشر : المراد بها : عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس وابن الزبير ، ومجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف.
وقد ثبت في صحيح البخاري ، عن ابن عباس مرفوعا : «ما من أيام العمل الصالح ، أحب إلى الله ـ تعالى ـ فيهن ، من هذه الأيام» ـ يعنى : عشر ذي الحجة ـ قالوا : «ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء» ..
وقيل : المراد بذلك : العشر الأول من المحرم. وقيل : العشر الأول من رمضان. والصحيح القول الأول .. (١).
وأقسم ـ سبحانه ـ ثالثا ورابعا بقوله : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) والشفع : ما يكون ثانيا لغيره ، والوتر : هو الشيء المنفرد.
وقد ذكر المفسرون في المراد بهذين اللفظين أقوالا متعددة ، فمنهم من يرى أنهما يعمان كل الأشياء شفعها ووترها ، ومنهم من يرى أن المراد بالشفع : يوم النحر ، لكونه اليوم العاشر من ذي الحجة ، وأن المراد بالوتر : يوم عرفة ، لأنه اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. ومنهم من يرى أن المراد بهما : الصلاة المكتوبة ، ما كان منها شفعا ، كصلاة الظهر والعصر والعشاء والصبح ، وما كان منها وترا كالمغرب.
ومنهم من يرى أن المراد بالشفع : جميع المخلوقات ، وبالوتر : الله ـ تعالى ـ الواحد الصمد.
وقد رجح بعض العلماء هذا القول فقال ما ملخصه : والواقع أن أقرب الأقوال عندي ـ والله أعلم ـ. أن المراد بالوتر ، هو الله ـ تعالى ـ ، للحديث : «إن الله وتر يحب الوتر» ، وما سواه شفع .. لأنه ثبت علميا أنه لا يوجد كائن موجود بمعنى الوتر قط ، حتى الحصاة الصغيرة ، فإنه ثبت أن كل كائن جماد أو غيره مكون من ذرات ، والذرة لها نواة ومحيط.
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٤١٢.