ابن مردويه من حديث ابن مسعود بمعنى بعضه. وأخرج أبو الشيخ من حديث أبي الدرداء بمعناه. وأخرج ابن عساكر من حديث أبي رهم نحوه.
وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : هذه الآية في التوراة كقدر ألف آية (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) قال : في التوراة تسبح له الجبال ، ويسبح له الشجر ، ويسبح له كذا ، ويسبح له كذا. وأخرج أحمد وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : صلى داود ليلة حتى أصبح ، فلما أصبح وجد في نفسه سرورا (١) ، فنادته ضفدعة : يا داود كنت أدأب منك ، قد أغفيت إغفاء. وأخرج البيهقي في الشعب ، عن صدقة بن يسار قال : كان داود في محرابه فأبصر دودة صغيرة ففكر في خلقها وقال : ما يعبأ الله بخلق هذه؟ فأنطقها الله فقالت : يا داود أتعجبك نفسك؟ لأنا على قدر ما آتاني الله أذكر لله وأشكر له منك على ما آتاك الله ، قال الله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ). وفي الباب أحاديث وروايات عن السلف فيها التصريح بتسبيح جميع المخلوقات. وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن أسماء بنت أبي بكر قال : لما نزلت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) أقبلت العوراء أم جميل ولها ولولة ، وفي يدها فهر (٢) ، وهي تقول :
مذمّما أبينا * ودينه قلينا * وأمره عصينا
ورسول الله جالس وأبو بكر إلى جنبه ، فقال أبو بكر : لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك ، فقال : إنها لن تراني ، وقرأ قرآنا اعتصم به ، كما قال تعالى : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) فجاءت حتى قامت على أبي بكر فلم تر النبي صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني ، فقال أبو بكر : لا وربّ هذا البيت ما هجاك ، فانصرفت وهي تقول : قد علمت قريش أني بنت سيدها. وقد رويت هذه القصة بألفاظ مختلفة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) قال : الحجاب المستور أكنة على قلوبهم أن يفقهوه وأن ينتفعوا به أطاعوا الشيطان فاستحوذ عليهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير ابن محمد في الآية قال : ذاك رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قرأ القرآن على المشركين بمكة سمعوا قراءته ولا يرونه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) قال : الشياطين. وأخرج ابن مردويه عنه في قوله : (إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) قال : عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد ابن المغيرة والعاص بن وائل.
__________________
(١). في الدر المنثور (٥ / ٩٣) : غرورا.
(٢). «فهر» : حجر ملء الكف.