وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (وَنُقَلِّبُهُمْ) الآية قال : ستة أشهر على ذي الجنب اليمين ، وستة أشهر على ذي الجنب الشمال. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير في الآية قال : كي لا تأكل الأرض لحومهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد : أن اسم كلبهم قطمور. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : اسمه قطمير. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله : (بِالْوَصِيدِ) قال : بالفناء. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : بالباب. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : (أَزْكى طَعاماً) قال : أحلّ ذبيحة ، وكانوا يذبحون للطّواغيت. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه (أَزْكى طَعاماً) : يعني أطهر ؛ لأنهم كانوا يذبحون للطّواغيت.
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً (٢٤) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (٢٥) قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (٢٦))
قوله : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) أي : وكما أنمناهم وبعثناهم ، أعثرنا عليهم ؛ أي أطلعنا الناس عليهم ، وسمّي الإعلام إعثارا ؛ لأنّ من كان غافلا عن شيء فعثر به نظر إليه وعرفه ، فكان الإعثار سببا لحصول العلم (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي : ليعلم الذين أعثرهم الله عليهم أن وعد الله بالبعث حق. قيل : وكان ملك ذلك العصر ممن ينكر البعث ، فأراه الله هذه الآية. قيل : وسبب الإعثار عليهم أن ذلك الرجل الذي بعثوه بالورق ، وكانت من ضربة (١) دقيانوس ، إلى السوق ، لما اطلع عليها أهل السوق اتهموه بأنه وجد كنزا ، فذهبوا به إلى الملك ، فقال له : من أين وجدت هذه الدراهم؟ قال : بعت بها أمس شيئا من التمر ، فعرف الملك صدقه ، ثم قصّ عليه القصة ، فركب الملك وركب أصحابه معه حتى وصلوا إلى الكهف (وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها) أي : وليعلموا أن القيامة لا شكّ في حصولها ، فإن من شاهد حال أهل الكهف علم صحة ما وعد الله به من البعث (إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) الظرف متعلق بأعثرنا ، أي : أعثرنا عليهم وقت التّنازع والاختلاف بين أولئك الذين أعثرهم الله في أمر البعث ؛ وقيل : في أمر أصحاب الكهف في
__________________
(١). ضرب الدرهم : سكّه وطبعه.