إليها وينتصر بها ، ولا نفعه النفر الذين افتخر بهم فيما سبق (وَما كانَ) في نفسه (مُنْتَصِراً) أي : ممتنعا بقوته عن إهلاك الله لجنته ، وانتقامه منه (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) قرأ أبو عمرو والكسائي «الحقّ» بالرفع نعتا للولاية ، وقرأ أهل المدينة وأهل مكة وعاصم وحمزة «الحقّ» بالجرّ نعتا لله سبحانه. قال الزجاج : ويجوز النصب على المصدر والتوكيد كما تقول : هذا لك حقا. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي الولاية بكسر الواو ، وقرأ الباقون بفتحها ، وهما لغتان بمعنى ؛ والمعنى هنالك : أي : في ذلك المقام النصر لله وحده لا يقدر عليها غيره ؛ وقيل : هو على التقديم والتأخير ، أي : الولاية لله الحق هنالك (هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) أي : هو سبحانه خير ثوابا لأوليائه في الدنيا والآخرة (وَخَيْرٌ عُقْباً) أي : عاقبة ، وقرأ الأعمش وعاصم وحمزة «عقبا» بسكون القاف ، وقرأ الباقون بضمها ، وهما بمعنى واحد ، أي : هو خير عاقبة لمن رجاه وآمن به ، يقال هذا عاقبة أمر فلان ، وعقباه : أي : أخراه.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدّي في قوله : (جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ) قال : الجنة هي البستان ، فكان له بستان واحد وجدار واحد ، وكان بينهما نهر ، فلذلك كانتا جنتين ، ولذلك سمّاه جنة من قبل الجدار الذي يليها. وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال : نهر أبي فرطس نهر الجنتين. قال ابن أبي حاتم : وهو نهر مشهور بالرملة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً) قال : لم تنقص ، كل شجر الجنة أطعم. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) يقول : مال. وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ، قال : قرأها ابن عباس (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) بالضم ، وقال : هي أنواع المال. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) قال : ذهب وفضة. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة (وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) يقول : كفور لنعمة ربه. وأخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت عميس قالت : علّمني رسول الله صلىاللهعليهوسلم كلمات أقولهنّ عند الكرب : «الله الله ربي لا أشرك به شيئا». وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، عن يحيى بن سليم الطائفي عمّن ذكره قال : «طلب موسى من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال : ما شاء الله ، فإذا حاجته بين يديه ، فقال : يا رب إني أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتها الآن ، فأوحى الله إليه : يا موسى ، أما علمت أن قولك ما شاء الله أنجح ما طلبت به الحوائج». وأخرج أبو يعلى وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول : ما شاء الله لا قوّة إلا بالله ؛ إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته ، وقرأ : (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)» وفي إسناده عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس. قال أبو الفتح الأزدي : عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس لا يصح حديثه. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أنس نحوه موقوفا. وأخرج البيهقي في الشعب عنه نحوه مرفوعا. وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة قال : قال لي نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش؟ قلت : نعم ، قال : أن تقول لا قوّة إلا بالله». وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال له : «ألا أدلّك على كنز