وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : (لِكَلِماتِ رَبِّي) يقول : علم ربي. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : يقول ينفد ماء البحر قبل أن ينفد كلام الله وحكمته. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس في قوله : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية قال : أنزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلها غيره ، وليست هذه في المؤمنين. وأخرج الحاكم وصحّحه ، والبيهقي عن ابن عباس قال : «قال رجل : يا نبيّ الله إني أقف المواقف أبتغي وجه الله ، وأحبّ أن يرى موطني ، فلم يردّ عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)». وأخرج ابن مندة ، وأبو نعيم في الصّحابة ، وابن عساكر من طريق السدّي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدّق فذكر بخير ارتاح له ، فزاد في ذلك لقالة الناس فلا يريد به الله ، فنزل في ذلك (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : «قال رجل : يا رسول الله أعتق وأحبّ أن يرى ، وأتصدّق وأحبّ أن يرى ، فنزلت (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية» وهو مرسل. وأخرجه هناد في الزهد عنه أيضا. وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجة ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين ليوم لا ريب فيه ، نادى مناد : من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك». وأخرج الحاكم وصحّحه ، والبيهقي عن أبي هريرة «أن رجلا قال : يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟ فقال : لا أجر له ، فأعظم الناس ذلك ، فعاد الرجل فقال : لا أجر له». وأخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص ، وابن جرير في تهذيبه ، والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه والبيهقي عن شدّاد بن أوس قال : كنا نعدّ الرياء على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم الشرك الأصغر. وأخرج الطيالسيّ وأحمد وابن أبي الدنيا والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه والبيهقي عن شدّاد بن أوس أيضا قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدّق يرائي فقد أشرك ، ثم قرأ (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) الآية». وأخرج الطيالسيّ وأحمد وابن مردويه وأبو نعيم عن شدّاد أيضا قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله يقول : أنا خير قسيم لمن أشرك بي ، من أشرك بي شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشركه أنا عنه غنيّ». وأخرج أحمد والحكيم والترمذي ، وابن جرير في تهذيبه ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيخ : الشرك الخفيّ ، أن يقوم الرجل يصلي لمكان رجل». وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي عن شدّاد بن أوس : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أتخوّف على أمتي الشرك والشهوة الخفية ، قلت : أتشرك أمتك من بعدك؟ قال : نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ، ولكن يراءون الناس بأعمالهم ، قلت : يا رسول الله ما الشهوة الخفية؟ قال : يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته». وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير