الآية على النبي صلىاللهعليهوسلم إلى قوله : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) قال عمر : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) قال : «والذي نفسي بيده إنها ختمت بالذي تكلمت به يا عمر». وأخرج الطيالسي وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أنس قال : قال عمر : وافقت ربي في أربع ، قلت : يا رسول الله لو صلينا خلف المقام؟ فأنزل الله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (١) وقلت : يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا فإنه يدخل عليك البرّ والفاجر ، فأنزل الله : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) (٢) وقلت لأزواج النبي صلىاللهعليهوسلم : لتنتهنّ أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكنّ ، فنزلت : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَ) (٣) الآية ، ونزلت : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ) إلى قوله : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) فقلت أنا : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ). وأخرج ابن راهويه وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن زيد ابن ثابت قال : أملى رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) إلى قوله : (خَلْقاً آخَرَ) فقال معاذ بن جبل : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له معاذ : ممّ ضحكت يا رسول الله؟ قال : بها ختمت (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) وفي إسناده : جابر الجعفي ، وهو ضعيف جدا. قال ابن كثير : وفي خبره هذا نكارة شديدة ، ذلك أن هذه السورة مكية ، وزيد بن ثابت إنّما كتب الوحي بالمدينة ، وكذلك إسلام معاذ بن جبل إنما كان بالمدينة ، والله أعلم. وأخرج ابن مردويه والخطيب ، قال السيوطي : بسند ضعيف ، عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار : سيحون وهو نهر الهند ، وجيحون وهو نهر بلخ ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق ، والنيل وهو نهر مصر ، أنزلها من عين واحدة من عيون الجنة ، من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل ، فاستودعها الجبال ، وأجراها في الأرض ، وجعلها منافع للناس في أصناف معايشهم ، فذلك قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل ، فرفع من الأرض القرآن والعلم ، والحجر من ركن البيت ، ومقام إبراهيم ، وتابوت موسى بما فيه ، وهذه الأنهار الخمسة ، فيرفع كل ذلك إلى السماء ، فذلك قوله : (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدنيا والآخرة». وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس ، قال : طور سيناء هو الجبل الذي نودي منه موسى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) قال : هو الزيت يؤكل ويدهن به.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ
__________________
(١). البقرة : ١٢٥.
(٢). الأحزاب : ٥٣.
(٣). التحريم : ٥.