بالضرورية ، فيكون الإتيان بقوله (مُبِينٌ) ليدل على أن قول الملأ من قوم فرعون (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ). من باب إنكار العلوم البديهية ، (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ). يعلم كل أحد له نظر وبصيرة أنه لا يكون من فعل الساحر.
قوله تعالى : (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ).
أي : لمن ينظر إليها ويتناقلها ؛ لأن من لا ينظر ولا يتأمل في الشيء قد تظنه بحمرة أو بسواد ؛ ألا ترى أن البصر يغلط في السراب فيظنه ماء.
قوله تعالى : (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ).
نقل أبو حيان أن (وَأَخاهُ) مفعول معه ، ورده بأنه يلزم عليه أن يكون موسى تابعا لهارون.
قال بعضهم : هو المناسب لهذه المادة ؛ لأن إرجاء هارون أخف من إرجاء موسى ، والله أعلم.
قوله تعالى : (يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ).
هذا أبلغ ، من لو قيل : يأتوك بكل سحار عليم ؛ لأنهم إذا أتوا بالساحر فأحرى أن يأتوا بالسحار ؛ لأنه يلزم من أمرهم بالإتيان بالسحار بخلاف العكس ، ووقع التأكيد في قولهم (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ). حسب التصور والتصديق ، فالتصور بأن واللام ، والتصديق بعليم ، وكان بعضهم يقول في قول الشاطبي : وعادة نفر أرجئه البيت أنه يوهم أن قراءة الباقين بالهمز غير ساكن ، وجوابه : أن القراءة دخلت عليه الياء وهو الهمز.
قوله تعالى : (إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ).
ابن عرفة : هذا قاله إنسان منهم لموسى ولفرعون ؛ فلموسى من حيث إتيانهم بإن دون إذا إشارة إلى أنهم ليسوا على وثوق من عليهم لموسى ، وإنصافهم لفرعون من حيث التأكيد بالضمير وتعريف الخبر منه فما يأخذون منه الأجر إلا إذا غلبوا غلبة بينة.
قوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ).
الظاهر أنها مانعة خلو.
قوله تعالى : (قالَ أَلْقُوا).