قوله تعالى : (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ).
أي جوزنا.
قال أبو حيان : وهو من باب فاعل بمعنى فعل ؛ لأن أصل فعل إنما يقتضي تكليف الفعل ؛ وصعوبته تارة بكون النسبة إلى الفاعل وهو مستحيل هنا ، وتارة يكون بالنسبة إلى المفعول ، وهو المراد هنا.
قوله تعالى : (فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ).
قال ابن عرفة : ما الفائدة في قوله : (لَهُمْ.؟) قال : عادتهم يجيبون بأنه زيادة تشنيع وتنبيه على جهلهم وغوايتهم في عبادتهم ما هو ملك لهم عليهم أشد ، ويؤخذ من الآية أن تغير المنكر خاص بمن أرسل إليه المغير ؛ لأن موسى عليه الصلاة والسّلام لم يغير على القوة بالآخرين وهم الكنعانيون.
قال الزمخشري : وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أن يهوديا قال له : اختلفتم بعد نبيكم قبل أن يجف ماؤه ، قال : وأنتم قلتم : اجعل لنا إلها ولم تجف أقدامكم من اليم.
قال ابن عرفة : جدلي وهو من باب مقابلة الفاسد بالفاسد فلا ينتج غرضا بوجه ؛ إذ لا تبطل حجة الخصم لكنهم لغوايتهم يكفي فيه هذا الجواب ، قال : والجواب البرهاني الحقيقي أن يقال : جادلتم أنتم بالباطل وكفرتم ونحن إنما قصدنا الحوطة على ديننا فكذلك اختلفنا فيمن يكون إماما بعد نبينا حوطة على ديننا.
قوله تعالى : (إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ).
قال ابن عرفة : دلت الآية على إبطال فعلهم وهلاكه بالمطابقة ، وعلى إبطال الفعل وهلاكه باللزوم ؛ لأنه إذا دمر فعلهم فقد دمرهم.
قوله تعالى : (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً).
أعاد لفظة قال مع أنه من كلام موسى لما بين المقالتين من البون والاختلاف ؛ فالأول راجع إلى الاستدلال على بطلانه ، قال : واستدل على بطلانه بالخطابة لأنهم عوام يكفي فيهم الاستدلال بمجرد تفضيلهم على العالمين ؛ ولذلك لم يستدل على ذلك بدلالة التمانع التي هي عقلية.
قوله تعالى : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً).
إن قلت : لم عبر بالليالي دون الأيام.