قال أبو حيان : اثاقلتم في موضع الحال أي تتثاقلون إذا قيل لكم ، وقال أبو البقاء : في موضع نصب أو خفض كالفعل الذي حذفت منه ، إن مذهب سيبويه أن يكون في موضع نصب ، والخليل في موضع جر ؛ قاله ابن الصائغ ، والآمدي ، وغيره ، لقوله (إِلَى الْأَرْضِ) قال الزمخشري : قيل : المراد به الحقيقة أي ملتم إلى الإقامة بأرضكم ، وقيل : المجاز أي ملتم إلى الدنيا وشهواتها.
قال ابن عرفة : تعلق الأول بكون الألف واللام للعهد ، وعلى الثاني للحقيقة الماهية.
وقوله تعالى : (مِنَ الْآخِرَةِ) قال أبو حيان : من بمعنى بدل ؛ فهو في موضع نصب على الحال ، ورده ابن عرفة : بأنه إن جعلها بمعنى بدل فلا يقرر لفظ السؤال معا ويكون المجرور متعلقا بالظاهر ، قال : ومن هنا سببية وهو على حذف مضاف أي سبب ترك الآخرة ، قلت : إلا لابتداء الغاية ، فقال : ليس ثم ينتهي إليه وهو على حذف مضاف ، والمراد بالذكر.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ).
يؤخذ منها أن وصف الإيمان لا ينتفي مع الكبائر ... (١) ، ومنها أن صيغة أفعل للوجوب ، والأصل عدم القرائن ، قيل لابن عرفة : وفيها أن الأمر يقتضي الفور ، ورد بأن بيان ذلك مستفاد من مادة انفروا ، وأجيب بأنه إن أريد أن المادة تدل على الفور فيما بين أحرى ... (٢) فمسلم ولا يدل ، وإن أريد فيما بين الفعل وسببه فممنوع.
الزمخشري : غزوة تبوك سنة عشرين ، ابن عطية : سنة تسع ، ابن عرفة : هو الصحيح.
الزمخشري : وحذف الفاعل من قبل تحقير للمفعول أن يذكر معه ابن عطية تعظيما عليهم ، الفخر : قصد العموم النهي إلى قيام الساعة (فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) مخالف لقوله تعالى في سورة الرعد (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) [سورة الرعد : ٢٦] ، وقوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ)
__________________
(١) بياض في المخطوطة.
(٢) بياض في المخطوطة.