(وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ).
يحتمل كون الكاف للتعليل ؛ أي ولأجل رؤياك ذلك يجتبك ربك.
وقال ابن العريف : إن الكاف إنما ترد لتعليل مع ما.
(وَيُعَلِّمُكَ).
قول ابن بزيزة : هو داخل في التشبيه ؛ يرد بأنه : إما أن يشبه بالاحتمال ، وبالرؤية ؛ والأول باطل لأن العطف يقتضي المغايرة ؛ فلا يصح أن يكون التقدير :
وكاجتبائك يجتبيك بتعلم تأويل الأحاديث ، والثاني باطل لأنه إنما يشبه الأخفى بالأجلى والرؤية هنا أخفى وأدون رتبة من النبوة ؛ فهو العكس سواء ، فالظاهر أنه استئناف كلام.
(مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ).
من ليست لبيان الجنس لأن مفسرها ما بعدها ، والتي لبيان الجنس إنما يكون مفسرها قبلها ؛ كقوله (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [سورة الحج : ٣٠] والمراد بالتأويل التفسير ؛ وهي عبارة المتقدمين ، وأما المتأخرين فيريدون بالتأويل حمل اللفظ على غير ظاهره.
الطيبي : التأويل من الأول ؛ وهو الرجوع إلى الأصل ، ومنه الموصل للموضع الذي يرجع إليه ، وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا ؛ ففي العلم ، قوله تعالى (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) [سورة آل عمران : ٧].
وفي الفعل قول الشاعر :
وللقوي قبل يوم البين تأويل
وقوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) [سورة الأعراف : ٥٣] أي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه.
الزمخشري : الأحاديث جمع للحديث وليس بجمع أحدوثة.
الطيبي : وقال في موضع آخر : الأحاديث تكون جمعا للحديث ، ومنه أحاديث الرسول ، ويكون جمع للأحدوثة التي هي مثل الأضحوكة ، والأعجوبة ، وهي ما يتحدث به الناس تلهيا وتعجبا ، وقد يظن أنه تناقض لأنه في المفصل ، وقد يجيء الجمع مبينا على غير واحده المستعمل ، وذلك نحو : أراهط ، وأباطيل ، وأحاديث.
قال الفراء : يرى أن واحد الأحاديث أحدوثة ؛ ثم جعلوه جمعا للحديث.