وقال علم الدين السخاوي في شرح المفصل : كأنهم جمعوا حديثا على أحدوثة ، ثم جمعوا الجمع على أحاديث ؛ كقطيع ، وأقطعة ، وأقاطيع ؛ فعلى هذا يصح أن يقال :
هو مبني على واحدة المستعمل ، ورؤياه تدل على تشتت أمره أولا ، ثم يجمع الله من شتاته بعد دهر طويل ، وذلك أن سجود إخوته مع بعضهم إياه وحسدهم أمر بعيد ، وسجود أبويه له أبعد وذلك لا يحصل إلا بعد ضربات الدهر ، وشتات الأمر ، وتقلبات الأحوال.
(عَلى أَبَوَيْكَ).
قال اللخمي : اختلف في قوله تعالى (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ) [سورة النساء : ٢٢] هل تدخل زوجة الجد وأبيه بالنص فهو حقيقة مشتركة أو بالقياس ، أو بالإجماع.
(عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
الفخر : (عَلِيمٌ) إشارة لقوله عليم [سورة الأنعام : ١٢٤] انتهى ؛ فيكون معنى (حَكِيمٌ) أنه عليم بالوقت الذي يرسل فيه الرسول باعتبار الزمان ، وباعتبار عمره ، ولمن يرسله.
(لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
الزمخشري : أي في ذهاب عن طريق الصواب في ذلك.
الطيبي : يعني أن نسبة الضلال إلى أبيهم إن كان مطلق يوهم سوء أدب ؛ فهو مفيد بقريبة الأحوال ؛ كقوله تعالى (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) [البقرة ، الأنعام ، يونس : ١٦ ، ١٤٠ ، ٤٥] أي في التجارة ، وقوله تعالى (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً) [سورة النساء : ٦] أي رشدا في طريق التجارة.
(وَجْهُ أَبِيكُمْ).
أضاف الأب إلى المخاطبين ، وقال أمور : أولا (أَحَبُّ إِلى أَبِينا).
فأضافه إلى المتكلمين جميعهم ، والجواب : أنهم أولا أخبروا أنه أبو جميعهم ، فأضافوا الأب إلى المتكلم ومعه غيره ، فعبروا بأبانا عنهم وعن يوسف وأخيه ، ثم لما قالوا (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ) ، أضافوه إلى المخاطب ؛ لأنهم إذا أذهبوا يوسف صار يعقوب أبا لهم فقط ، وهو خطاب للحاضرين.
(قَوْماً صالِحِينَ).