والسحاب سماء العلو وهذا جار على الخلاف في المياه هل هي كلها من السماء ، وإنها تنزل منها وتكون سحابا تهبط به الماء وهي من البحار وأنه بخار لطيف يصعد عنه السحاب أو السحاب خلقه الله من غير ماء ولا بخار في ذلك ثلاثة أقوال نقلها ابن رشد في البيان والتحصيل : في كتاب السداد والأنهار واختار القول بالوقف.
قوله تعالى : (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ).
ابن عرفة : ما الحكمة في إخراج النبات بهذا الماء مع أن القدرة صالحة لإخراجها بغير شيء ، قال : وتقدم لنا الجواب بأنه تكثير لمتعلقات القدرة.
قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ).
هذا مثل (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) [سورة الأنعام : ٣٨] لا جريها ليس إلا في البحر وجريها في البحر لا يقع إلا بأذن الله تعالى ، إن قلت : ما أفاد قوله : (بِأَمْرِهِ) فالجواب : إن جريها لما كان له أسباب في محاولة البحرين والخدمة فقد يتوهم أن جريها بسبب ذلك فاحترس منه بقوله (بِأَمْرِهِ) وبهذا تعمّ الحكمة في إدخال اللام في قوله في الواقعة (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) [سورة الواقعة : ٦٥] دون إدخالها في قوله (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) [سورة الواقعة : ٧٠] لأن الأول فيه لنبي آدم تسبب ومحاولة فقد يتوهم أن ذلك من فعلهم بخلاف الماء فإنهم لا تسبب لهم في كونه حلوا.
قوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ).
دليل على إنها شمس واحدة وقمر واحد.
قوله تعالى : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ).
(مِنْ) للتبغيض و (كُلِ) للعموم ومتعلقهما مختلف فالعموم في الأنواع والتبعيض في الأشخاص تلك الأنواع أي وأتاكم بعض كل نوع سألتموه.
قوله تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها).
أقروا النعمة من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى بمعني أن الإنسان أيضا جزئيتان النعمة الواحدة فأحرا ما هو أكثر قال ونعمة مصدر محدد بالتاء فليس المراد به الجنس بل هو مفرد حقيقة بدليل أن المصدر المحدود بالتاء مرد يجوز تثنيته وجمعه بخلاف المبهم ، قيل له : قد قال القرافي في أول شرح المحصول إنما لفظة مصدر محدود بالتاء وإنها ليست إلا مفردة فرد عليه الأصبهاني بأنه قد يراد بها الجنس ، فقال ابن عرفة : الصحيح ما قال القرافي : ابن عرفة وفي الآية سؤال وهو إن الشرط لا يكون مناقضا للجزاء فلا يقول قام زيد لم يقدر على القيام والعد هو غير الإحصاء ، وأجيب : بأن المعنى وإن أردتم أن تعدوا نعمة الله لا تحصوها مثل (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [سورة النحل : ٩٨].
قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ).