المقرّط : وهو موضع القرط من الأذن و «المخلخل» موضع الخلخال من الساق. و «المسوّر» وهي موضع السوار من الذراع. يقال : تخلخلت المرأة : بمعنى : لبست الخلخال وجمعه : خلاخيل .. وهو حلية تلبس في الرجل كالسوار في اليد. أما «الكواكب والنجوم» فهما جمعا : كوكب .. ونجم وهما بمعنى واحد. إلّا أنّ لكلّ منهما مرادفات ومعان تختلف عن الأخرى. وقد جمع الشاعر الكواكب والنجوم في هذين البيتين :
وإنّي من القوم الذين همّ هم |
|
إذا مات منهم سيّد قام صاحبه |
نجوم سماء كلّما غاب كوكب |
|
بدا كوكب تأوي إليه كواكبه |
ـ قال قتادة : خلق الله النجوم لثلاث : زينة للسماء ورجوما للشياطين .. وعلامات يهتدى بها. و «رجوما» هنا جمع «رجم» وهو ما يرجم به : أي يرمى به بالحجارة. وتأخير «الشمس والقمر» وعطفهما على الكواكب وهو مثل تأخير «جبرائيل وميكائيل» عن الملائكة ثم عطفهما عليها لذلك. أما إجراؤه «لفظة ساجدين» مجرى العقلاء فإضافة إلى ما ذكر عنه فإنّ ذلك كثير شائع في كلام العرب أن يلابس الشيء الشيء من بعض الوجوه فيعطى حكما من أحكامه إظهارا لأثر الملابسة والمقاربة.
** (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الخامسة .. و «بنيّ» بفتح الياء ومثله : بنيّ .. بكسر الياء لأنه مثل : يا أبت ـ بفتح التاء ويا أبت .. بكسر التاء. وهو تصغير «ابن» وجمعه : بنون. قال في البارع : وإذا اختلط ذكور الأناسيّ ـ جمع إنسان ـ بإناثهم غلّب التذكير فقيل : بنو فلان .. حتى قالوا : هذه امرأة من بني تميم ولم يقولوا : من بنات تميم بخلاف غير الأناسيّ .. أي غير العقلاء نحو : بنات آوى. وتضاف لفظة «ابن» إلى الفعل حتى تصبح كناية للرجل .. نحو قولنا : هذا ابن جلا «وهو اسم الرجل المشهور والشاعر المعروف بقصيدته : أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا. وهو سحيم بن وثيل الرياحيّ. وقال الشاعر البحتريّ : نحن ـ أبناء يعرب ـ أعرب الناس لسانا.
** (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السابعة. التقدير : لقد كان في قصة يوسف أو في خبر يوسف .. فحذف المضاف «قصة .. خبر» وأقيم المضاف إليه «يوسف» مقامه.
** (وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ) : هذا القول ورد في الآية الكريمة العاشرة. أي ألقوه في قعر بئر سمّي بذلك لغيبوبته عن أعين الناظرين و «الجبّ» : بئر لم تطو وهو مذكر وقال الفراء : يذكّر ويؤنّث .. وجمعه أجباب وجباب .. أما «البئر» فهو لفظة مؤنثة نحو : هذه بئر ارتوازية ولا نقول هذا ..
** (يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : ينشط ويأكل من الفاكهة والزرع ويلعب بالسهام والمسابقة المباحة. وماضيه «رتع» من باب «نفع» وماضي «يلعب» لعب من باب «طرب» ومن الأخطاء الشائعة قولهم : لعب الرجل دورا .. والصحيح : أدّى دورا أو مثل دورا لأن الفعل «لعب» في هذا المثال لا يؤدي المعنى المطلوب ومنه يقال : مثل الرجل بلاده في البلد الفلانيّ تمثيلا جيدا : أي قام مقامها في الشئون التي انتدبته لها وأدّى في هذا التمثيل لبلاده دورا بارزا ولا نقول لعب دورا بارزا .. ومثّل الرجل فلانا في الاحتفال : بمعنى : ناب منابه فيه .. ومثله : أدّى الرجل الشيء : بمعنى : قضاه. أمّا الفعل «لعب» فمن معانيه : مزح ـ ضد جدّ ـ وفعل فعلا لا يجدي نفعا. ولعب بكذا : أي اتّخذه لعبة. ولعب في الأمر بمعنى : استخفّ به. ولهذا نقول : مثل دورا .. أدّى دورا .. بدلا من «لعب دورا».