** (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والتسعين المعنى : ولا تبيعوا عهد الله بثمن قليل أو ولا تستبدلوا بعهد الله. وهنا حلّت الكلمتان «عهد» و «ثمنا» كلّ منهما محل الأخرى من حيث الإعراب. كما أنّ الفعلين «اشترى» و «باع» يستعمل أحدهما مكان الآخر بمعنى واحد.
** (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : أي إن كنتم تعلمون ذلك. فحذف مفعول «تعلمون» اختصارا وهو «ذلك».
** (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السادسة والتسعين بمعنى : يفنى وينقطع والفعل من باب «تعب» ومصدره «نفادا» بفتح النون.
** (بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : أي بثواب أو بجزاء أحسن من أعمالهم فحذف الموصوف «جزاء» وحلّت صفته «أحسن» محلّه. و «أحسن» ممنوع من الصرف وصرف هنا لإضافته إلى «ما».
** (مَنْ عَمِلَ صالِحاً) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة السابعة والتسعين. التقدير : من عمل عملا صالحا فحذف الموصوف «عملا» وأقيمت الصفة «صالحا» مقامه.
** (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ) : أفرد الضمير «الهاء» العائد إلى «من» على لفظه وجمع في «نجزينهم أجرهم» على معناه لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.
** (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثامنة والتسعين المعنى والتقدير : فقل ألتجئ إلى الله من وسوسة الشيطان الرجيم فحذف المضاف «وسوسة» وحلّ المضاف إليه «الشيطان» محلّه. و «رجيم» من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى : مفعول ـ أي مطرود من رحمة الله .. يقال : رجمه ـ يرجمه ـ رجما. من باب «قتل» بمعنى ضربه بالرجم أي بالحجارة ورجمته بالقول : أي رميته بالفحش.
** (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : أي لا يعلمون أنّ الأحكام تتبدل بتبدل الأزمان أو لا يعلمون حكمة النسخ والتبديل.
** (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثانية بعد المائة. أي نزّله ـ أي القرآن ـ جبريل ـ عليهالسلام ـ أضيف إلى «القدس» وهو الطهر والمراد الروح القدس.
** (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة بعد المائة. المعنى : ولقد نعلم أنّهم يدّعون إنّما يلقّن محمدا رجل من البشر .. اتّهموا بذلك جبرا ويسارا ـ كما جاء في التفسير ـ وكانا من صناع السيوف بمكة .. كانا يقرآن التوراة والإنجيل وكان يمرّ بهما رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يستمع إليهما واتّهموا عائشا غلام حويطب بن عبد العزى .. وقيل سلمان الفارسيّ وقد غفلوا عن أنّ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي لا يحسن التعبير وهذا القرآن عربيّ مبين. وقيل : إنّ المشركين يقولون : إنّما يعلّم محمدا بشر من بني آدم وهو غلام الفاكه بن المغيرة واسمه جبر .. وكان نصرانيا روميا من صقلية يصنع السيوف فأسلم فردّ الله عليهم : لغة الذي يميلون وينسبون أو يشيرون إليه أعجمية وهذا القرآن بلغة عربية ذات بيان وفصاحة فكيف تزعمون أنّ عربيا يعلّمه أعجميّ غير عربيّ.
** (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ) : الإشارة إلى القرآن الكريم أي وهذا القرآن لسان عربي واضح فحذف النعت أو البدل «القرآن» اختصارا لأنه معلوم. قال ابن السّكّيت : يقال : أفصح الأعجمي : بمعنى تكلم بالعربية فلم يلحن. وهو بمعنى : رجل فصيح اللسان .. أي فصيح اللّغة لأنّ