قليلة. قليل : صفة ـ نعت ـ للموصوف ـ المنعوت ـ متاع مرفوع مثله بالضمة المنونة.
(وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة بمعنى : ولهم يوم القيامة عذاب مؤلم أو وعقاب منفعتهم عظيم.
** (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثامنة بعد المائة التقدير والمعنى : أولئك الكافرون هم الذين ختم الله على قلوبهم .. المراد إغلاقها .. ومنعها عن الفهم والإدراك فحذف النعت أو البدل المشار إليه «الكافرون» لأن ما قبله في الآية الكريمة السابقة يدل عليه. يقال : طبع الله على قلبه ـ يطبع ـ طبعا .. أي ختم عليه والفعل من باب «نفع» ومنه القول : طبعت الكتاب وعلى الكتاب بمعنى : ختمته. والطابع : بفتح الباء وكسرها : هو ما يطبع عليه أو به أما «الطبع» بسكون الباء فهي الجبلّة التي خلق الإنسان عليها.
** (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية عشرة بعد المائة. المعنى : يوم يأتي كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمّه شأن غيره كل يقول : نفسي نفسي. النفس الأولى : الاسم. والثانية : بمعنى : عينها وذاتها لأنه يقال لعين الشيء وذاته : نفسه. وفي نقيضه يقال : غيره بمعنى واذكر أيها النبيّ يوم أي حين يأتي كل إنسان. بدليل قوله تعالى : وهم لا يظلمون .. لأن المراد بالإنسان : الجنس ولهذا جيء بصيغة الجمع لا يظلمون.
** (وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) : أي جزاء ما عملت بمعنى : ويعطى كل امرئ جزاء ما عمل. فحذف مفعول «توفّى» وهو «جزاء» المضاف وأقيم المضاف إليه الاسم الموصول «ما» مقامه.
** (يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية عشرة بعد المائة .. بمعنى يأتيها موسعا أو واسعا .. يقال : عيش رغيد : أي واسع ويقال : أرغد القوم : بمعنى : صاروا في رغد من العيش. ويقال : رغد العيش ـ بضم الغين ـ من باب «ظرف» رغادة : أي اتسع ولان. فهو رغد ورغيد. ورغد ـ يرغد ـ رغدا ـ من باب «تعب أو طرب» فهو راغد ـ اسم فاعل ـ وهو في رغد العيش : اي في رزق واسع.
** (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ) : أنّث الفعل «كفرت» وفي «أذاقها» يعود «ها» على القرية فأنّث الفعل والضمير على لفظ «قرية» وذكّر الفعل وجمع في «كانوا يصنعون» لأنه عائد على «الأهل» لأن المراد بالقرية أهل القرية وفي القول الكريم «أذاقها لباس الجوع والخوف» يكون المعنى : أذاقها ألم الجوع والخوف وفيه استعارة أي استعار سبحانه الذوق لإدراك أثر الضرر أو اللباس لما غطّاهم واشتمل عليهم من الجوع والخوف. وقال الزمخشري : لم يقل سبحانه : فكساها بدلا من «أذاقها» لأن الترشيح «أي الاستعارة الملائمة» وإن كان أبلغ لكن الإدراك بالذوق يستلزم الإدراك