** (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثالثة عشرة حذف مفعول «أرسل» اختصارا لأنه معلوم. التقدير والمعنى : فأرسل إلى هارون جبرائيل بالوحي إلى أخي هارون واجعله نبيا.
** (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة المعنى : وللقوم عندي ثأر وهو ما حدث حين استغاث به الإسرائيلي ضد قبطي ـ مصري ـ كان يتشاجر معه ولكي يخلص الإسرائيلي منه وكز القبطي فكانت هذه الوكزة قاضية عليه .. حدث ذلك منه قبل النبوة فهرب إلى مصر .. يقال : وكزه يكزه ـ وكزا .. من باب «وعد» بمعنى : ضربه ودفعه .. وقيل : ضربه بجمع يده على ذقنه .. أي لكمه. وقال الكسائي : وكزه : بمعنى : لكمه. وفي قوله : علي ذنب. التقدير : ولهم علي تبعة ذنب فحذف المضاف «تبعة» وأقيم المضاف إليه «ذنب» مقامه. أو سمي تبعة الذنب ذنبا كما سمي جزاء السيئة سيئة.
** (قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة وفيه يكون القول «إنا معكم مستمعون» من مجاز الكلام .. بمعنى : أنا ناصر لكما على عدوكما في حديثكما المتبادل معه .. والاستماع هنا جار مجرى الإصغاء.
** ((١٥) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. التقدير : إننا مرسلان من رب العالمين .. أو كل منا رسول من رب العالمين .. وقيل كلمة «رسول» على وزن «فعول» يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع وكذلك فعيل وقيل أيضا : لم تثن كلمة «رسول» لأنها بمعنى الرسالة وبمعنى المرسل كما في سورة «طه» حيث وردت اللفظة مثناة في قوله تعالى على لسان الملكين : (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) فجعل «الرسول» ثم ـ أي هناك ـ يعني في سورة «طه» بمعنى : المرسل فلم يكن بد من تثنيته وجعل هاهنا أي في سورة «الشعراء» بمعنى : الرسالة فجازت التسوية فيه إذ وصف به .. بين الواحد ـ أي المفرد ـ والتثنية والجمع كما يفعل في المصادر .. نحو : صوم. ويجوز أن يوحد لأن حكمهما لتساندهما واتفاقهما على شريحة واحدة واتحادهما لذلك وللأخوة كان حكما واحدا فكأنهما رسول واحد أو أريد أن كل واحد منا رسول ـ و«الرسول» هو لقب نبي المسلمين محمد بن عبد الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هادي البشرية إلى عبادة الله الواحد الأحد. ويجمع «الرسول» على «الرسل» ويقال : أرسل الله تعالى رسولا بمعنى : بعثه برسالة يؤديها .. ومن معاني «الرسول» : الرسالة وجمعها : رسالات ورسائل .. كما تجمع لفظة «ملك» على «ملائكة» ومفردها أيضا «ملاك» أما النبي فجمعه : أنبياء .. وهذه الأسماء الثلاثة : الرسل .. الملائكة .. الأنبياء .. أسماء كريمة طاهرة مقربة إلى الله تعالى ولهم مكانتهم السامية عنده ـ عزوجل ـ كيف لا وهم الرسل الكرام والملائكة الأطهار والأنبياء الهداة أو الهادون إلى الإيمان بالله سبحانه.
** (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والعشرين .. المعنى وجعلني أحد الأنبياء المرسلين .. فحذف الموصوف «الأنبياء» اختصارا واكتفى بذكر الصفة ـ النعت ـ أي المرسلين.
يقال : فر الرجل من عدوه ـ يفر ـ فرا وفرارا ـ بكسر الفاء ـ بمعنى هرب. وهو من باب «ضرب» والفعل «هرب» مثل «طلب ـ يطلب ـ طلبا». مصدره : هربا وهروبا. و«المفر» هو الفرار.