هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثامنة وكررت في الآية الكريمة السابعة والستين.
** (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة المائة وشافعين : بمعنى شفعاء .. يقال شفعت في الأمر أشفع شفعا وشفاعة .. من باب «قطع» أو شفعت فيه إلى فلان بمعنى : طلبت من فلان أن يعاونه وسعى له نحو شفع لفلان في المطلب .. والشفيع ـ اسم فاعل .. فعيل بمعنى فاعل ـ هو من يتشفع أي يطلب الشفاعة أو صاحب الشفعة أو طالب الوسيلة وباسم الفاعل سمي وينسب إليه «شافعي» على لفظه.
** (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى بعد المائة .. المعنى : ولا من أصدقاء حميمين .. و«صديق» معطوف على «شافعين» وقد وحد «الصديق» وجمع «الشافع» وذلك لكثرة. الشفعاء : في العادة وقلة الصديق .. ألا ترى أن الرجل إذا امتحن بإرهاق ظالم نهضت جماعة وافرة من أهل بلده لشفاعته رحمة له وإن لم يسبق له بأكثرهم معرفة وأما «الصديق» وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك فأعز من بيض الأنوق! «الأنوق» جمع «ناقة» وهي الأنثى من الإبل. وقد وردت «صديق» مفردة بمعنى الجمع. وعن بعض الحكماء أنه سئل عن الصديق؟ فقال : هو اسم لا معنى له. ومن معاني «الصديق» : الخل بكسر الخاء وضمها .. و«الخل الوفي» عدته العرب أحد المستحيلات الثلاثة .. في قولهم : إن هذا الأمر من رابع المستحيلات .. وقد سئلت العرب : ومن تكون المستحيلات الثلاثة؟ إذا كان ثمة ـ هناك ـ ما يسمى رابع المستحيلات؟ قالوا : أولها : الغول .. وثانيها : العنقاء .. وثالثها الخل الوفي .. و«الغول» هو حيوان لا وجود له وجمعه : غيلان وأغوال وهي من السعالي أو السعالى : وهو أخبث الغيلان ومفردها : سعلاة وسعلاء .. أما «العنقاء» فهي طائر مجهول الجسم غير موجود .. ولهذا عد هذان الاسمان شيئين مستحيلين.
** (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية بعد المائة .. المعنى : فليت لنا رجعة إلى الدنيا فنكون من جملة المؤمنين و«لو» تكون في مثل هذا الموضع في معنى التمني .. وذلك لما بين «لو» و«ليت» من التلاقي في التقدير ويجوز أن تكون «لو» هنا على أصلها : أي حرف شرط غير جازم ـ حرف امتناع لامتناع ـ بمعنى أن جوابها ممتنع لامتناع شرطها .. ويكون جوابها محذوفا .. التقدير : لفعلنا كيت وكيت. وهاتان أي «كيت وكيت» هما كناية عن الحديث والخبر. و«الكرة» مأخوذة من «كر ـ يكر» الفارس من باب «قتل» : إذا فر للجولان ثم عاد للقتال. قال الفيومي : الكرة : هي الرجعة وزنا ومعنى ومن الفعل «كر» اشتق تكرير الشيء وهو إعادته مرارا والاسم التكرار ـ بفتح التاء.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الثالثة بعد المائة المعنى : إن في ذلك المذكور من قصة إبراهيم مع قومه لعظة أو عبرة وحذفت الصفة أو البدل المشار إليه «المذكور» لتقدم معناه.
** (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة بعد المائة وفيه أنث الفعل «كذبت» مع الفاعل المذكر «قوم» على اللفظ لا المعنى لأن لفظة «قوم» لفظة مؤنثة على معنى الجماعة. والمراد هو تكذيب القوم رسولهم «نوحا» وعبر عن «نوح» بصيغة الجمع أي المرسلين لأن من كذب رسولا فقد كذب الرسل جميعا.