** (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) : التقدير : أولئك الطيبون والطيبات مبرءون مما يقوله المفترون. فحذف النعت أو البدل «الطيبون والطيبات» لأن ما قبله دال عليه. وقيل المشار إليهم هم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعائشة وصفوان أو أهل بيت النبوة.
** (لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والعشرين. المعنى : حتى تستأذنوا .. من «الاستئناس» أي الاستعلام يقال : أنس بالشيء ـ يأنس ـ إيناسا .. من باب «علم» وفي لغة من باب «ضرب» والأنس بضم الهمزة : اسم منه. و«الأنس» بفتح الهمزة والنون جماعة من الناس وسمي به .. أما «الأنيس» فهو الذي يستأنس به .. ويقال : آنست الشيء : أي أبصرته واستأنس به : أي سكن إليه القلب وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة المذكورة آنفا. و«الإنس» خلاف الجن بكسر الهمزة وسكون النون .. و«الأنس» أيضا ـ بفتح الهمزة والنون ـ هو البشر ومفرده : إنسي ـ بكسر الهمزة وسكون النون و«أنسي» بفتح الهمزة والنون وجمعه : أناسي. وقوله : تسلموا على أهلها : أي تلقوا عليهمالسلام. ومن وصايا الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حث الناس على رد السلام وإظهار البشاشة والمودة لمن يسلم من المارة.
** (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) : التقدير والمعنى : ذلكم الاستئذان والتسليم أفضل لكم من دخولكم فجأة من غير استئذان .. فحذفت الصفة ـ أو البدل المشار إليه «الاستئذان» لأن ما قبله يفسره.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في امرأة أنصارية .. قالت : يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال فكيف أصنع؟ فنزلت هذه الآية الكريمة.
(يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٧)
(يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى : يأمركم الله. أن : حرف مصدري ناصب.
(تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها. وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لمثله : جار ومجرور متعلق بتعودوا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. أبدا : ظرف زمان يدل على الاستمرار منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتعودوا. و«أن» وما بعدها بتأويل