** (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم ورد في آخر الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى والتقدير : والله يعلم ما في الضمائر أي ما خفي وما ظهر وأنتم لا تعلمون ذلك أو لا تعلمون به فحذف مفعولا «يعلم» وهو «ما» الاسم الموصول .. و«تعلمون» وهو «ذلك».
** (أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ) : جاء هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. التقدير والمعنى : ولا يحلف أولو الفضل منكم والغنى على أن يعطوا المال ذوي القرابة والفقراء والمهاجرين في سبيل إرضاء الله. فحذف مفعول «يؤتوا» الأول وهو «المال» لأن الفعل يتعدى إلى مفعولين .. كما حذف المضاف إليه الأول وهو «إرضاء» وبقي المضاف إليه الثاني لفظ الجلالة.
** (لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الحادية والعشرين .. وخطوات : جمع «خطوة» بضم الخاء : وهي المسافة التي بين الخطوتين .. أما «الخطوة» بفتح الخاء فهي المرة ـ اسم المرة ـ من «الخطو» يقال : خطا ـ يخطو ـ خطوا بمعنى : مشى .. وهو من باب «عدا» و«الخطوة» بضم الخاء أي ما بين القدمين جمعها : خطوات وهو جمع قلة أما جمع الكثرة فهو خطى ـ بضم الخاء ـ أما «الخطوة» بفتح الخاء فجمعها : خطوات بفتح الخاء والطاء لأن «فعلة» تجمع على «فعلات».
** (وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) : جاء هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين .. وفيه حذف مفعول «يغفر» اختصارا لأنه معلوم. التقدير : يغفر الله لكم ذنوبكم. و«الصفح» أبلغ من العفو .. يقال : صفح ـ صفحا : بمعنى : عفا عنه وهو من باب «نفع» وصفحت الكتاب : أي قلبت صفحاته : وهي وجوه الأوراق وتصفحته مثله.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فإنه كان ينفق على «مسطح» فلما اختلق هذا الأخير الإفك والبهتان على عائشة ـ رضي الله عنها ـ أقسم أبو بكر على ألا ينفق عليه أبدا .. فنزلت هذه الآية الكريمة تحثه على العودة إلى الإنفاق عليه.
** (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والعشرين. و«الألسنة» : جمع «لسان» وهو عضو يذكر ويؤنث فمن ذكر جمعه على «ألسنة» ومن أنث جمعه على «ألسن» قال أبو حاتم : والتذكير أكثر وهو في القرآن كله مذكر. و«اللسان» هو اللغة «مؤنث» وقد يذكر باعتبار أنه لفظ .. فيقال : لسانه فصيحة وفصيح : أي لغته فصيحة أو نطقه فصيح .. ويقال : لسن الرجل ـ يلسن ـ لسنا .. من باب «تعب» بمعنى : فصح فهو لسن وألسن : أي فصيح بليغ. وثمة ـ هناك ـ أقوال لا ينطق بها اللسان ولم يقلها أصحابها بلسانهم بل كان حالهم حال من يقولها كقوله تعالى في سورة «الإنسان» : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) ومثل قولهم بغير لسانهم قولهم : فإن شتم فليقل إني صائم. ويجوز أن يحمل الكلام اللساني وهو الأولى فيقول ذلك بلسانه. ويجوز حمله على الكلام النفساني .. والمعنى : لا يجيبه بلسانه بل بقلبه ويجعل حاله حال من يقول كذلك كما في الآية الكريمة المذكورة أي يقول المطعمون في أنفسهم : إنما نطعمكم ابتغاء رضوان الله وطلب ثوابه .. لا نريد منكم مكافأة ولا شكرا.
** (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة والعشرين .. المعنى : النساء الخبيثات يملن للرجال الخبيثين .. فحذف الموصوفان «النساء» و«الرجال» اختصارا لأنهما معلومان وأقيمت صفتاهما «الخبيثات» و«الخبيثين» مقامهما وكذلك ما بعدها.