(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الثالثة والخمسين بعد المائة.
(وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) (١٨٦)
(وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) : هذا القول الكريم ورد وأعرب في الآية الكريمة الرابعة والخمسين بعد المائة.
(وَإِنْ نَظُنُّكَ) : الواو عاطفة. إن : مخففة من «إن» الثقيلة لا عمل لها لدخولها على جملة فعلية ويجوز إن تكون عاملة على المعنى وإننا فيكون اسمها وهو ضمير المتكلمين في محل نصب اسمها. نظنك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.
(لَمِنَ الْكاذِبِينَ) : اللام فارقة. من الكاذبين : جار ومجرور في محل نصب متعلق بمفعول «نظن» الثاني وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
** (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثمانين بعد المائة .. المعنى : ولا تنقصوا أو تهضموا الناس حقوقهم ولا توغلوا بالإفساد في الأرض .. يقال : عثا في الأرض فسادا .. من باب «سما» بمعنى أفسد ومثله «عثي» أيضا. وفي الآية المذكورة ورد الفعل بفتح الثاء .. قال الأزهري : القراء كلهم متفقون على فتح الثاء وقد نزل القرآن الكريم بها و«عثا في الأرض فسادا» معناه : أوغل بالإفساد فيها نهبا وقتلا .. أما الفعل «بخس» فهو من باب «قطع» بمعنى : نقص .. يقال : بخسه حقه أي نقصه .. وشراه بثمن بخس ـ بتسكين الخاء ـ بمعنى بثمن ناقص .. وقال الفيومي : يقال : عثا ـ يعثو ـ من باب : قال .. وعثي يعثى من باب : تعب .. بمعنى أفسد فهو عاث ـ اسم فاعل.
** (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والثمانين بعد المائة .. المعنى : وخافوا الله الذي خلقكم .. وقد نابت الصفة «الذي» عن الموصوف المفعول به للتعظيم لفظ الجلالة. أما «الجبلة الأولين» فمعناه الخلائق السابقين ممن تقدمكم .. التقدير : وذوي الجبلة .. و«الجبلة» الخلقة والطبيعة وبعد حذف مفعول «اتقوا» وهو «ذوي» حل المضاف إليه «الجبلة» محله وأقيم مقامه. ويقال : جبله الله على كذا .. من باب «قتل» بمعنى فطره عليه من باب «قتل» وهذا شيء جبلي أي منسوب إلى «الجبلة» كما يقال : طبيعي .. ذاتي أي منفعل عن تدبير الجبلة في البدن بصنع باريها ذلك تقدير العزيز العليم. والجبلة والطبيعة والخليقة والغريزة بمعنى واحد.