(وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) : معطوف بالواو على «هدى» بمعنى : ومبشرة. ويعرب إعراب «هدى» في الأوجه التي أعربت بها وقدرت الحركة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ولم ينون آخر الكلمة لأنه اسم رباعي مقصور مؤنث. للمؤمنين : جار ومجرور متعلق بهدى وبشرى أو بصفة محذوفة من «بشرى» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة والتنوين في الاسم المفرد.
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (٣)
الذين يقيمون الصلاة : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «المؤمنين» في الآية الكريمة السابقة أو في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هم. أي هؤلاء هم الذين. يقيمون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الصلاة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : هم الذين يؤدون الصلاة في أوقاتها.
(وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يقيمون الصلاة» وتعرب إعرابها بمعنى ويؤتون الزكاة المفروضة للمستحقين.
(وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بالآخرة : جار ومجرور متعلق بيوقنون وقد قدم الجار والمجرور «بالآخرة» أي باليوم الآخر على عامله عناية به.
(هُمْ يُوقِنُونَ) : الضمير بدل من الضمير «هم» الأول وقد كرر للتوكيد لأن الجار والمجرور حال بين المبتدأ «هم» الأول وخبره الجملة الفعلية «يوقنون» في محل رفع. والجملة تعرب إعراب «يؤمنون» إلا أنها في محل رفع خبر «هم».
** (طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : هذه الآيات المذكورة في هذه السورة هي القرآن وكتاب مبين. أضيفت الآيات إلى القرآن والكتاب المبين على سبيل التفخيم والتعظيم لأن المضاف إلى العظيم يعظم عند إضافته إليه .. والكتاب المبين هو إما اللوح المحفوظ وإما السورة وإما القرآن وقد نكر «الكتاب المبين» ليبهم بالتنكير فيكون أفخم له.