لا محل لها و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير والله عليم بعملكم أو بأعمالكم والجار والمجرور متعلق بعليم.
** (هُوَ أَزْكى لَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والعشرين المعنى : الرجوع أطهر لكم .. يقال : زكا الرجل ـ يزكو : أي صلح .. من باب «قعد» وزكت الأرض ـ تزكوا ـ زكوا : أي نمت ومثله أيضا الفعل الرباعي «أزكى».
** (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الكريمة التاسعة والعشرين. المعنى : ليس عليكم إثم أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة بأهلها مثل المساجد والفنادق.
** سبب نزول الآية : لما نزلت هذه الآية الكريمة آية الاستئذان في دخول البيوت قال أبو بكر : يا رسول الله .. فكيف بتجار قريش الذين يختلفون بين مكة والمدينة والشام ولهم بيوت معلومة على الطريق .. فكيف يستأذنون ويسلمون وليس فيها سكان؟ فنزلت هذه الآية الكريمة.
** (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثلاثين .. المعنى : قل أيها النبي للمؤمنين : كفوا أبصاركم عما لا يحل النظر إليه .. يقال : غض طرفه ـ عينه ـ أي كسره وبمعنى : خفضه وهو من باب «رد» ومثله : غض من صوته .. قال الجوهري : وكل شيء كففته فقد غضضته. والأمر منه في لغة أهل الحجاز : اغضض صوتك .. وفي لغة أهل نجد : غض طرفك ـ بإدغام الضاد في الضاد ـ ويقول الفيومي ويتعدى الفعل «غض» بنفسه إلى المفعول نحو : غض الرجل صوته وطرفه وبالحرف نحو : من طرفه ومن صوته.
** (ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ) : في هذا القول الكريم حذف من باب الاختصار المشار إليه ـ الصفة أو البدل ـ بعد اسم الإشارة لأن ما قبله يدل عليه. التقدير والمعنى : ذلك الغض والحفظ أطهر للنفس.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في رجل مر في طريق من طرقات المدينة فتبادل النظر مع امرأة واستمر على ذلك حتى اصطدم بحائط فشق أنفه فأخبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بذلك. فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ له : هذا عقوبة ذنبك. وأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
** (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والثلاثين. المعنى والتقدير : وليسترن أعناقهن بغطاء رءوسهن. الخمر : جمع «خمار» وهو ما تغطي به المرأة رأسها مشتق من خمره ـ يخمره ـ تخميرا ـ أي غطاه وستره واختمرت المرأة وتخمرت بمعنى : لبست الخمار : وهو ثوب تغطي به المرأة رأسها ومنه جاء اشتقاق «الخمرة» أو الخمر .. لأنه اسم لكل مسكر خامر العقل أي غطاه. و«الخمر» يذكر ويؤنث فيقال أسكره الخمر .. وأسكرته الخمرة. وقال الأصمعي : الخمر : أنثى وأنكر التذكير ويجوز دخول الهاء فيقال : الخمرة على أنها قطعة من الخمر. أما لفظة «جيوبهن» فهي جمع «جيب» وهو القميص أو ما ينفتح على الصدر وجمعه : أجياب وجيوب ويطلق أيضا على القلب والصدر فيقال هو نفي الجيب.
** (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) : في هذا القول الكريم وردت لفظة «أيه» والمراد «أيها» وقد سقطت ألف «ها» التنبيه وذلك لالتقائها ساكنة مع همزة «المؤمنون» وقرئ بضم الهاء لأنها بعد سقوط الألف اتبعت حركتها حركة ما قبلها إلا أنها جاءت في الآية الكريمة بفتح الهاء على الأصل وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة.