(وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) (٨٥)
(وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) : الواو عاطفة. وقع : فعل ماض مبني على الفتح. القول : فاعل مرفوع بالضمة. على : حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بوقع بمعنى وحل بهم العذاب.
(بِما ظَلَمُوا) : الباء حرف جر. ما : مصدرية. ظلموا : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و«ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور «بظلمهم» متعلق بوقع.
(فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) : الفاء عاطفة للتعليل. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. ينطقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا ينطقون» في محل رفع خبر «هم».
** (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والثمانين. المعنى والتقدير : وحق بهم العذاب أي حل بهم العذاب الموعود بسبب ظلمهم وهو الشرك والتكذيب بآيات الله .. فحذف المضاف «سبب» اختصارا وحل المضاف إليه المصدر المؤول من «ما» المصدرية وجملة «ظلموا» محله. يقال : نطق ـ ينطق ـ بمعنى : تكلم وهو من باب «ضرب» ومصدره : نطقا ومنطقا «بفتح الميم وكسر الطاء» والاسم منه : النطق ـ بضم النون وسكون الطاء ـ ويأتي الفعل الرباعي متعديا .. نحو : أنطقه إنطاقا : أي جعله ينطق ومثله ناطقه واستنطقه أي كلمه. قال الجوهري : المنطيق ـ بكسر الميم : هو البليغ. وقولهم : ما له صامت ولا ناطق. فالناطق : الحيوان والصامت ما سواه. والصامت : اسم فاعل للفعل «صمت» وهذا الفعل من باب «نصر ودخل» : أي سكت .. ويقال : رجل صميت ـ بكسر الصاد وتشديد الميم أي سكيت ـ مثل صميت وزنا ومعنى ـ ويقال ما له صامت ولا ناطق. فالصامت : الذهب والفضة .. والناطق : الإبل والغنم أي ليس له شيء. وقال الفيومي : يقال : نطق لسانه .. كما يقال نطق الرجل ونطق الكتاب : أي بين وأوضح. والمنطق ـ بكسر الميم وفتح الطاء هو ما يشد به الوسط فعلى هذا يكون النطاق والمنطق بمعنى واحد. وقيل لأسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ ذات النطاقين .. قيل ذلك لأنها كانت تطارق نطاقا ـ أي حبلا ـ على نطاق. وقيل : كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد للنبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين كان في الغار ـ غار حراء ـ مع والدها ـ رضي الله عنه ـ قال الأزهري : وهذا أصح القولين.