** (قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والعشرين .. أي إن خير العمال القوي الأمين والمقصود بذلك هو موسى ـ عليهالسلام ـ وهو موصوف بهاتين الصفتين كما وصف الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بهما و«القوي» في الآية الكريمة هو خبر «إن» وهو أعرف من اسمها «خير» المضاف إلى المعرفة «من» فإنهم قالوا : المضمر أعرف المعارف .. لأن الشيء لا يضمر إلا وقد عرف فلذا لا يوصف كسائر المعارف ثم العلم لأنه موضوع على شيء بعينه لا يقع على غيره ثم المبهم لأنه يعرف بالعين والقلب كقولك : هذا .. للحاضر بين يديك ثم المحلى باللام لأنه يعرف بالقلب لا غير .. ثم المضاف لأن تعرفه من غيره. والسبب في جعل المعرف خبرا هنا هو شدة الاهتمام والعناية بما جعل اسما ؛ وتوجيه ذلك أن «خير» مضاف إلى «من» وهو نكرة .. أي إن خير شخص. ولو جعل موصولا بمعنى «الذي» لانتفى التعدد الذي تقتضيه «من» ظاهرا. وقال الزمخشري : كيف ينتفي .. و«من» يصلح للواحد والجمع على أنه إذا أريد بالواحد : الجنس جاء التعدد أيضا بل السبب في ذلك أن «القوي الأمين» أعرف من «خير» فإن إضافة أفعل التفضيل غير محضة على رأي ؛ إذ «القوي الأمين» لما كان مرادا به موسى صح وأنه أعرف وما ذكر أظهر.
** (قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والعشرين .. أي قال شعيب لموسى ـ عليهماالسلام ـ أريد أن أزوجك إحدى ابنتي على أن تأجرني نفسك ثماني سنين فإن أتممت عشر حجج أي سنين فإتمامه من عندك أي كان ذلك من فضلك وبعد حذف المضاف إليه «حجج» نون المضاف «عشرا».
** (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والعشرين. أي فحين أتم موسى الأجل المتفق عليه مع شعيب غادر مدين نحو مصر وسار مع زوجته .. وقال : أهله بدلا من زوجته مبالغة في سترها ومنه القول أي قول الرجل عن أهله فعلوا كذا بدلا من قوله : فعلت زوجته كذا لأنه أراد المبالغة في سترها حتى لا ينطق بالضمير الموضوع لها .. كما في الآية المذكورة : قال لأهله امكثوا .. وفي سورة «طه» في الآية الكريمة العاشرة (فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) و«آنس» بمعنى : رأى أو أبصر في الجانب الأيمن من الجبل .. وقيل : «آنس» و«آنست» هنا بمعنى : أبصر ما يؤنس له.
** (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ) : من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إنى أنا الله رب العالمين : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين .. أي سمع مناديا من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من شجرة الزيتون إني أنا الله رب العالمين أي في المكان الذي بارك الله فيه لموسى وهو المسمى بالوادي المقدس لسماعه كلام ربه ـ جلت قدرته ـ واختياره رسولا وهي شجرة زيتون أو شجرة عناب أخرج عبد ابن حميد وابن جرير عن ابن مسعود أنه سار إلى تلك الشجرة فإذا هي سمراء خضراء ترف فأكل منها بعيره ملء فمه فلاكه ولم يستطع أن يسيغه.
** (يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. أي اقدم ولا تخف هذا الثعبان أو من هذا الثعبان ـ أي عصاه التي اهتزت كأنها جان ـ فحذف مفعول «تخف» أو صلته ـ لأنه معلوم.