من بلغ الأربعين .. والكهل تطلق على من جاوز الثلاثين ومن بلغ الأربعين والشيخ أكبر من «الكهل» وجمعه : شيوخ وأشياخ .. و«الكهل» بتسكين الهاء : جمعه : كهول .. والشيخ : هو أيضا لقب عند بعض الطوائف من الأعيان أي عند بعض العشائر وتطلق اللفظة أيضا على الأستاذ والعالم وكبير القوم وعلى من كان كبيرا في أعين القوم علما وفضلا أو مقاما وفضيلة. يقال : شاخ الرجل : أي كبر بمعنى : طعن في السن ـ بفتح الطاء والعين .. من باب «نصر» بلفظ الفعل مبنيا للمعلوم ولا نقول «طعن» بضم الطاء وكسر العين ـ أي ببنائه للمجهول لأن هذا الفعل يعني : أصيب بمرض الطاعون.
** (فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة والعشرين .. المعنى فسقى موسى لأجلهما غنمهما من بئر أخرى بقربهما ثم انصرف إلى ظل شجرة ليستريح فيه .. وحذف مفعول «سقى» وهو «غنمها» وبعد حذف المضاف «أجل» أوصل حرف الجر «اللام» إلى المضاف إليه «هما» فصار «لهما» وبعد حذف المضاف إليه «شجرة» عوض المضاف «ظل» بال.
** (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والعشرين أي وجاءت موسى ـ عليهالسلام ـ إحدى بنتي «شعيب» عليهالسلام وهي الكبرى تمشي مستحيية محتشمة .. حين قال لهما أبوهما أي قال للكبرى : ادعيه لي فجاءته مستحيية ـ اسم فاعل ـ للفعل «استحيت» يقال : استحيا منه ـ يستحيي ـ استحياء واستحياه ومثله استحييت منه .. واستحييته .. قال الأخفش : يتعدى الفعل بنفسه وبالحرف وفيه لغتان إحداهما لغة الحجاز وبها جاء القرآن الكريم بياءين والثانية لتميم بياء واحدة .. وعن أبي مسعود قال : رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : «إذا لم نستح فاصنع ما شئت». يقال : حييت حياء : بمعنى : استحييت .. وقيل : حياء الرجل في غير موضعه ضعف .. وقيل : لباس التقوى : الحياء. وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان» البضع : من أربع إلى تسع شعب. قال الشاعر :
وإذا صحبت فاصحب ماجدا |
|
ذا حياء وعفاف وكرم |
قوله للشيء لا إن قلت لا |
|
وإذا قلت نعم قال نعم |
وحول لفظة «بضع» هي في العدد بكسر الباء وبعض العرب يفتحها واللفظة تستعمل من الثلاثة إلى التسعة وقال ثعلب : من الأربعة إلى التسعة .. ويستوي فيها المذكر والمؤنث فيقال : بضع رجال وبضع نسوة وتستعمل أيضا من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر .. وقيل : تثبت الهاء في «بضع» مع المذكر وتحذف مع المؤنث كالنيف ولا يستعمل فيما زاد على العشرين وأجازه بعض المشايخ فيقول : بضعة وعشرون رجلا وبضع وعشرون امرأة .. وهكذا قاله أبو زيد.
** (وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) : أي وأخبره بخبره بمعنى : وروى له قصته وهو مصدر سمي به المقصوص .. يقال قص عليه الخبر ـ يقصه ـ قصا .. من باب «رد» والاسم «القصص» وكذلك المصدر ـ بفتح القاف ـ فوضع موضع المصدر حتى صار أغلب عليه .. أما القصص ـ بكسر القاف فهي جمع «القصة» التي تكتب.