متعلق بخبر «نكون» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.
** (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والأربعين .. وفي هذه الآية الكريمة إشكال وإعجاز .. حيث قيل : إن المعنى : ولو لا أنهم قائلون ذا عوقبوا بما قدموا من الشرك والمعاصي هلا أرسلت إلينا رسولا محتجين علينا بذلك لما أرسلنا إليهم .. جاء في تفسير الزمخشري قوله : يعني أن الرسل أرسلوا إليهم إنما هو ليلزموا الحجة ولا يلزموها .. فإن قلت : كيف استقام هذا المعنى وقد جعلت العقوبة هي السبب في الإرسال لا القول لدخول حرف الامتناع عليها دونه؟ قلت : القول هو المقصود بأن يكون سببا لإرسال الرسل ولكن العقوبة لما كانت هي السبب للقول وكان وجوده بوجودها جعلت العقوبة كأنها سبب الإرسال بواسطة القول فأدخلت عليها لو لا وجيء بالقول معطوفا عليها بالفاء المعطية معنى السببية ويؤول معناه إلى القول : ولو لا قولهم هذا إذا أصابتهم مصيبة لما أرسلناك إليهم ولكن اختيرت هذه الطريقة لنكتة ـ أي لمسألة دقيقة ـ وهي أنهم لو لم يعاقبوا مثلا على كفرهم لم يقولوا : «لو لا أرسلت إلينا رسولا» وإنما السبب في قولهم هذا هو العقاب لا غير لا التأسف على ما فاتهم من الإيمان بخالقهم ـ انتهى تفسير الزمخشري ـ وقوله «بما قدمت أيديهم» معناه : بسبب ما قدموا من الشرك والمعاصي أي بسبب ما قدمته أيديهم بمعنى ولو لا قولهم إذا أصابتهم مصيبة بسبب ذنوبهم. فحذف المضاف «سبب».
** (قالُوا سِحْرانِ تَظاهَرا) : ورد هذا القول في الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. و«سحران» بمعنى «ساحران» جعلوهما سحرين للمبالغة .. والمراد بهما : موسى ومحمد ـ عليهماالسلام ـ أو موسى وأخوه هارون تظاهرا : أي تعاونا على الشعوذة حسب قول الكافرين .. وقيل : المعنى : قالوا عن التوراة والقرآن سحران أو ساحران لأنهم أي اليهود وكفار قريش كفروا بآيات موسى كما كفروا بآيات محمد أي إن الذين قالوا هذا القول كما كفروا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبالقرآن الكريم فقد كفروا بموسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وبالتوراة وقالوا عنهما إنهما تعاونا على الكذب وصدق كل منهما الآخر إنا بكل من الكتابين والرسولين كافرون.
** (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الخمسين .. المعنى : فإن لم يجيبوك إلى ما تطلب فيكون الجار والمجرور «لك» في مقام مفعول الفعل «يستجيبوا» وقد عدي الفعل باللام لأنه تعدى إلى الداعي ـ كاف المخاطب ـ وليس إلى الدعاء بمعنى إن هذا الفعل يتعدى إلى الدعاء بنفسه وإلى الداعي باللام ويحذف الدعاء إذا عدي إلى الداعي .. فيقال : استجاب الله دعاءه .. واستجاب له. والفعل «استجاب» وإن خلا من الدعاء هنا إلا أن المعنى : فإن لم يستجيبوا الدعاء إلى الإتيان بالكتاب في الآية الكريمة السابقة «قل فأتوا بكتاب من عند الله» لأن قوله «فأتوا بكتاب» هو أمر بالإتيان .. والأمر بعث على الفعل ودعاء إليه. ومن أمثلة تعدية الفعل إلى الدعاء بنفسه القول : فلم يستجبه عند ذلك مجيب .. أي فلم يستجب دعاءه .. بحذف المضاف «دعاء» وتعدي الفعل إلى المضاف إليه ـ الهاء ـ فصار دعاءه : يستجبه. ولا يقال : استجاب له دعاءه .. لأنه لا يجوز إيراد الدعاء عند تعدية الفعل باللام إلى الداعي فتقول استجاب دعاءه أو استجاب له.