** (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والخمسين .. المعنى : إنك يا محمد لا تهدي من أحببت هداه أو هديه أو أردت هدايته للإيمان ولكن الله يهدي من يشاء هدايته. فحذف مفعول «تهدي» اختصارا لأنه معلوم وهو «هدايته .. هداه» كما حذف للسبب نفسه مفعول «يشاء» وهو «هدايته».
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في أبي طالب عم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حاول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يجعله مسلما فلم يقبل منه .. وقيل ـ كما جاء في صحيح مسلم والترمذي وغيرهما في أبي طالب لما امتنع عن الإسلام مع شدة حرص النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على إيمانه مات على دين عبد المطلب.
** (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة والخمسين هو رد الله جلت قدرته على قوم عم الرسول الكريم «أبي طالب» قبل إسلامه .. وفي هذا القول الكريم أسند الأمن مجازا إلى الحرم .. وإسناده إلى أهل الحرم حقيقة .. بمعنى : ألم نمكن لهم مكانا آمنا يأوون إليه تحمل إليه الثمرات والأرزاق من كل مكان وهم آمنون من كل سوء فيه.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : إن أناسا من قريش قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إن نتبعك تخطفنا الناس فنزلت الآية.
** (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : في هذا القول الكريم حذف مفعول «لا يعلمون» اختصارا أي لا يعلمون أن ما تقوله حق.
** (وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والخمسين .. وفيه أنث الفعل «بطرت» وجيء بالضمير المؤنث «ها» في «معيشتها» لأنهما عائدان إلى «قرية» وذكر الضميران في «مساكنهم» و«بعدهم» لأنهما عائدان على محذوف وهو بتقدير : أهل قرية.
** (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْناهُ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والستين .. المعنى : أبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين : جمع : محضر ـ اسم مفعول ـ أي من الذين تحضرهم ملائكة العذاب يوم الحساب و«وعدا» مصدر الفعل «وعد» وهو اسم أيضا ويستعمل في الخير والشر. قال الفراء : يقال : وعدته خيرا ووعدته شرا فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير : الوعد والعدة .. وفي الشر : الإيعاد والوعيد .. وقد نقل عن أبي عمرو بن العلاء قوله : يمكن الفرق بين «الوعد» و«الوعيد» بأن «الوعد» حاصل عن كرم وهو لا يتغير فناسب أن لا يتغير ما حصل عنه .. و«الوعيد» حاصل عن غضب في الشاهد والغضب قد يسكن ويزول فناسب أن يكون كذلك ما حصل عنه .. وفرق بعضهم بين اللفظتين أيضا فقال : الوعد : حق العباد على الله تعالى ومن أولى بالوفاء من الله تعالى .. و«الوعيد» حق الله تعالى .. فإن أعفى أو عفا فقد أولى الكرم وإن واخذ فبالذنب. ووعدا في الآية الكريمة مصدر ـ مفعول مطلق ـ تسلط عليه فعل من لفظه .. ومضارع الفعل «وعد» هو «يعد» وأصله : يوعد فحذفت الواو من هذا الفعل وما شابهه لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة .. وقال الفارابي : وأما الفعل «يهب» وهو مضارع