بفتح القاف ـ وذو الحجة .. ـ بكسر الحاء ـ والمحرم .. فالفرد هو «رجب» و«السرد ـ بفتح السين وسكون الراء هي الأشهر الثلاثة بمعنى : المتتابعة. ومثلها في السرد البيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام أي لا يحل انتهاكه. وقوله تعالى في تكملة الآية الكريمة (مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ) فهل من إله غير الله يقدر على هذا أفلا تسمعون ذلك سماع تدبر فحذف مفعول «تسمعون» اختصارا وهو «ذلك» و«ضياء» اسم من الفعل «أضاء» نحو : أضاء القمر يضيء ـ إضاءة بمعنى : أنار وأشرق. فالإضاءة مصدر الفعل الرباعي «أضاء» والاسم : الضياء أما الفعل الثلاثي «ضاء» فمصدره : ضوءا .. نحو : ضاء المصباح ـ يضوء ضوءا و«يضيء» مضارع ضاء .. أما «يضوء» فهو لغة فيه من باب «قتل» وقيل : ضاءت النار تضوء ضوءا وضوءا ـ بفتح الضاد وبضمها في المصدر وأضاءت النار أيضا وأضاءت غيرها أي يكون الفعل الرباعي «أضاء» لازما ومتعديا نحو : أضاء الشيء وأضاءه غيره. والضوء معروف بسرعته الفائقة إذ تبلغ سرعته مائة وستة وثمانين ألف ميل في الثانية أي ما يعادل ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية وومضة البرق هي نفسها ومضة ضوئية وسرعتها كسرعته أيضا ومعنى هذا أن الضوء المنبعث من ومضة البرق يصل إلينا في لمحة من الزمن لا تكاد تذكر على الإطلاق .. وإذا تحدثنا عن البرق جرنا الحديث إلى الرعد وهو انتقال الصوت الذي يعقب البرق وانتقاله أبطأ من البرق بكثير إذ إنه يستغرق نحو خمس ثوان كي يقطع ميلا واحدا ثم إن سماع الشخص للرعد بعد رؤيته ومضة البرق معناه أنه قد نجا بكل تأكيد من خطر تلك الومضة الكهربائية .. وتتوقف مدة الزمن الذي ينقضي بين البرق والرعد على بعد المكان الذي يحدث فيه البرق الذي هو عبارة عن شرارة كهربائية قد تنتقل من سحابة إلى سحابة فلا يترتب عليها أي ضرر على الإطلاق ولكنها قد تنتقل من إحدى السحب إلى الأرض ومن ثم قد تحدث أضرارا بالغة .. والبرق هو الذي يسيب الرعد ويخشى كثير من الأطفال الرعد فتضطرب قلوبهم بالخوف وتمتلئ نفوسهم بالرعب مع أنه ليس فيه خطر أبدا. وإن سرعة الضوء في الثانية تعادل الدوران حول الأرض سبع مرات في الثانية.
** (فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية والسبعين. أفلا تبصرون هذه النعمة أو هذا النفع .. فحذف مفعول «تبصرون» اختصارا وهو «هذا النفع».
** (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الثالثة والسبعين .. بمعنى : لكي تعرفوا نعمة الله في ذلك فتشكروه عليها أي وتشكرون هذه النعم أو لتشكروا الله سبحانه على هذه النعم فحذف مفعول «تشكرون» اختصارا وهو «هذه النعم».
** (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والسبعين .. المعنى : وأخرجنا من كل أمة شهيدا أي شاهدا هو نبيهم يشهد عليهم لأن أنبياء الأمم شهداء عليهم بما كانوا عليه .. و«شهيدا» صيغة «فعيل» بمعنى : فاعل أي شاهدا ـ اسم فاعل. قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ في مدح النبي الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
وفينا رسول الله يتلو كتابه |
|
إذ انشق معروف من الفجر ساطع |
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا |
|
به موقنات أنما قاله واقع |
يبيت يجافي جنبه عن فراشه |
|
إذا استثقلت بالمشركين المضاجع |