(وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) (٦٩)
(وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما) : معطوف بالواو على القول الكريم «وربك يخلق ما» في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه.
(تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. صدور : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف و«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.
(وَما يُعْلِنُونَ) : الواو عاطفة. ما : أعرب. يعلنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول في الجملة الفعلية الأولى «تكن صدورهم» ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير والمعنى : ما تكنه صدورهم أي ما تخفيه من عداوة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما حذف العائد إلى الموصول في جملة «يعلنون» للسبب نفسه وهو منصوب المحل أيضا لأنه مفعول به. التقدير والمعنى : وما يعلنونه أي ما به يجهرون من طعنهم في الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واعتراضهم على اختياره للنبوة .. أي كانوا يظهرون ذلك بألسنتهم.
** (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والستين .. يقال : كن الرجل الشيء ـ يكنه ـ كنا ـ من باب «قتل» بمعنى : ستره في كنة ـ بكسر الكاف : أي في السترة ـ بضم السين ـ وكنته واكننته أنا بمعنى : أخفيته. وقال أبو زيد : الفعلان الثلاثي والرباعي لغتان في الستر وفي الإخفاء جميعا والفعل المزيد «اكتن» هو فعل لازم نحو : اكتن الشيء واستكن : أي استتر.
** (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السبعين .. المعنى : ولله الحمد في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة فحذف الموصوفان «الحياة» وأقيمت الصفتان «الأولى .. الآخرة» محلهما.
** (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والسبعين .. المعنى : قل لهم يا محمد أخبروني أو ما رأيكم إن جعل الله الليل دائما متصلا متتابعا إلى يوم القيامة لا نهار فيه و«سرمدا» بمعنى : دائما .. مأخوذ من «السرد» وهو المتابعة والميم زائدة يقال : سرد فلان الحديث ـ يسرده ـ سردا .. من باب «نصر : بمعنى : كان جيد السياق له وسرد الصوم : أي تابعه .. قال الفيومي : قيل لأعرابي : أتعرف الأشهر الحرم؟ فقال : ثلاثة سرد وواحد فرد .. وهي رجب وذو القعدة ـ