المفرد ـ والجمع لأنه مصدر في الأصل .. وورود اللفظة في الآية الكريمة المذكورة فيه مبالغة في الحياة فكأنها في ذاتها حياة ولذلك اختيرت على الحياة في هذا الموضع المقتضي للمبالغة وسميت «الدار الآخرة» الحيوان لأن ثوابها دائم. ويقال : حيي الرجل ـ يحيا ـ حياة من باب «تعب» فهو حي وتصغيره : حيي وبه سمي. و«الحي» أيضا وهو القبيلة من العرب.
** (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة والستين .. المعنى ويستلب ويختلس العرب من حولهم قتلا وسبيا ونهبا .. يقال خطفه : أي استلبه من باب «فهم» هذه هي اللغة الراقية الجيدة ومن باب «ضرب» وهي لغة قليلة رديئة لا تكاد تعرف ومثله الفعلان «اختطفه وتخطفه» أي بالمعنى نفسه. و«الخطف» هو الاستلاب.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : قال المشركون : يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لقلتنا والأعراب أكثر منا. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
** (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الثامنة والستين. معنى الهمزة هنا الإثبات والتقرير لثوائهم في جهنم. وجاء الفعل «ليس» مسبوقا بالهمزة في قول الشاعر : ألستم خير من ركب المطايا .. قال بعضهم : ولو كان الألف استفهاما لما أعطاه الخليفة مائة من الإبل وحقيقته أن الهمزة هنا هي همزة الإنكار دخلت على النفي فرجع إلى معنى التقرير أي هي استفهام إنكار لنفي مبالغة في الإثبات .. فهما وجهان .. ـ كما ذكر الزمخشري ـ : أحدهما : ألا يثوون في جهنم وأ لا يستوجبون الثواء فيها وقد افتروا مثل هذا الافتراء ـ الكذب ـ على الله تعالى وكذبوا بالحق هذا التكذيب؟ والثاني : ألم يصح عندهم أن في جهنم مثوى للكافرين حتى اجترءوا مثل هذه الجرأة؟ ويجاب عن هذا الاستفهام بالحرف «بلى» وبمعنى : نعم وهو حرف تصديق وحرف جواب يجاب به عن النفي ويقصد به الإيجاب.
(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) (٥٤)
(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة.
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ) : الواو عاطفة على محذوف تقديره : قل يا محمد للمشركين إن العذاب آت لا ريب فيه وإن جهنم أو بمعنى : ولو عقل المشركون لرأوا أن جهنم محيطة بهم الآن لما هم فيه من الكفر. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. جهنم : اسم «إن» منصوب بالفتحة ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف للمعرفة والتأنيث.
(لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ محيطة : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة. بالكافرين : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «محيطة» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد أي محيطة بهم من الآن وستحيط بهم يوم القيامة.