** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في تحريض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة .. حين قالوا : نخشى إن هاجرنا من الجوع وضيق المعيشة.
** (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الستين .. و«كأين» فيها ثلاث لغات : كأين وكائن وكئن وهي كناية عن عدد تفيد التكثير مبنية على السكون. وأصلها : كأي والنون تنوين أي كأين وهي بمعنى «كم» العددية أو الخبرية ومميزها مجرور دائما بمن .. وفي الآية الكريمة المذكورة وردت بإحدى اللغات وهي «كأين» ووردت «كائن» في قول الشاعر زهير بن سلمى ـ بضم السين.
وقيل هذه التسمية للشاعر هي الوحيدة التي تنطق بضم السين وما عداها بفتح السين.
وكائن ترى من صامت لك معجب |
|
زيادته أو نقصه في التكلم |
يقول الشاعر : وكم صامت يعجبك صمته فتستحسنه وإنما تظهر زيادته على غيره ونقصانه عن غيره في التكلم و«الدابة» هي كل نفس دبت ـ أي مشت ـ على الأرض عاقلة كانت أم غير عاقلة.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حينما طلب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من أصحابه بمكة الهجرة إلى المدينة فقالوا : ليس لنا بها دار ولا عقار ولا من يطعمنا ولا من يسقينا .. فنزلت هذه الآية الكريمة.
** (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والستين .. يقال : سأل الرجل صاحبه عن كذا : أي استعلمه .. وتساءل القوم : أي سأل بعضهم بعضا و«السؤال» هو ما يسأل. والمسئول هو المطلوب ـ اسم مفعول ـ ويقال في فعل الأمر من «سأل» اسأل. فإن كان معه واو جاز الهمز لأنه الأصل وجاز الحذف تخفيفا نحو : واسألوا وسلوا وفيه لغة «سال ـ يسال ـ من باب «خاف» والأمر من هذا الفعل المخفف : سل وفي المثنى : سلا .. وفي الجمع : سلوا .. على غير قياس. ويقال سألت الله العافية أي طلبتها سؤالا ومسألة ـ وجمعها مسائل ـ. وعن هذا المعنى لهذا الفعل قال الشاعر :
لا تسألن بني آدم حاجة |
|
وسل الذي أبوابه لا تحجب |
الله يغضب إن تركت سؤاله |
|
وترى ابن آدم حين يسأل يغضب |
** (وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والستين .. وفيه ازدراء لهذه الدنيا الفانية وتصغير لأمرها لسرعة زوالها عن أهلها وموتهم فيها. شبهها سبحانه كلعب الأطفال فترة ثم ينصرفون في حين أن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية الدائمة الخلود والاستمرار لا موت فيها .. و«الحيوان» مصدر الفعل «حيي» وقياسه : حييان فقلبت الياء الثانية واوا .. وهو أبلغ من الحياة لما في بناء فعلان من الحركة والاضطراب. ومجيء الكلمة على بناء دال على معنى الحركة مبالغة في معنى الحياة كما قيل للموت الكثير : موتان. ومعنى «الحياة» هنا : أي لا يعقبها موت. لو كانوا يعلمون ذلك أي إن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقية لما آثروا الحياة الدنيا عليها وحذف مفعول «يعملون» وهو «ذلك». وكلمة «الحيوان» مأخوذة من الحياة وهو كل ذي روح ناطقا كان أو غير ناطق ويستوي فيه الواحد ـ أي