للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. بمعنى : تبعثون من القبور.
** (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى : يخرج الطائر من البيضة ويخرج البيضة من الطائر أو يخرج الإنسان من النطفة ـ أي الماء القليل للرجل ـ ويخرج النطفة من الإنسان أو يخرج الحي من الجسم الميت فحذف الموصوف «الجسم» وأقيمت الصفة «الميت» مقامه.
** (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) : أي ويخرج النبات من الأرض بعد موتها ... والفعل «يحيي» وماضيه «أحيا» فعل متعد إلى مفعول وقد ورد هذا الفعل متبوعا بنقيضه الفعل «يميت» كثيرا في كتاب الله الكريم إلا أن مفعوليهما محذوفان في آيات كثيرة اختصارا وذكرا في آيات أخرى وقد قدرا على معنى : يحيي الأموات ويميت الأحياء أو يحيي قرنا أو بعضا ويميت قرنا أو بعضا .. أو يحيي الخارجين للقتال ويميت القاعدين عنه. وقيل : يحيي النطف والبيض ـ جمع نطفة وبيضة ـ والموتى يوم القيامة ويميت الأحياء. كان الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول حين يفيق من نومه : الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور. وإحياء الأرض : هو إخراج النبات منها. ويقال : حيي منه يحيا حياء : أي احتشم فهو حيي .. واستحيا منه استحياء : وهو الانقباض والانزواء. قال الأخفش : يتعدى الفعل بنفسه وبالحرف فيقال : استحييت منه واستحييته. وفيه لغتان : إحداهما لغة الحجاز وبها جاء القرآن بياءين والثانية : لغة تميم بياء واحدة و«الحياء» هو انقباض النفس عن اتيان أمر مخافة الذم وهو بهذا المعنى محال على الله تعالى في قوله في سورة «البقرة» : «* (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها)» لأنه سبحانه منزه عن الانفعالات فالمراد به الامتناع. والمعنى : إن الله لا يمتنع عن أن يضرب مثلا و«ما» هنا تفيد الإبهام : أي تزيد النكرة «بعوضة» إبهاما وتمنع عنها التقييد. وأن الله سبحانه ليس من شأنه الحياء ولكن استعير الحياء فيما يصح فيه أي إن الله لا يترك ضرب المثل بالبعوضة ترك من يستحي أن يتمثل بها لحقارتها وعلى هذا يكون قوله تعالى من قبيل المشاكلة. وقال الزمخشري : وإطباق الجواب على السؤال فن من كلامهم بديع وطرز غريب ـ أي شكل غريب ـ والطرز والطراز ـ بكسر الطاء أيضا ـ بمعنى : الهيئة. قال حسان بن ثابت :
بيض الوجوه كريمة أحسابهم |
|
شم الأنوف من الطراز الأول |
أي من النمط الأول بمعنى من النوع الأول. ويجوز أن تقع هذه العبارة في كلام الكفرة فقالوا : أما يستحيي رب محمد أن يضرب مثلا بالذباب والعنكبوت؟ فجاءت على سبيل المطابقة وهو أي إطباق الجواب على السؤال من بديع الكلام. ومنه «صبغة الله» ومن أحسن من الله صبغة أي فطرة. وقال الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «الحياء شعبة من الإيمان» والحياء من الشرع : هو خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق. ومن تأمل معنى الحياء نظر في قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «استحيوا من الله حق الحياء» قالوا : إنا لنستحيي من الله يا رسول الله والحمد لله. قال : ليس ذلك ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق