(مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فريق» و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن. معرضون : خبر «فريق» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى معرضون عن الدعوى. والجملة الاسمية «فريق منهم معرضون» جواب شرط غير جازم لا محل لها.
** (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. المعنى : وإذا دعي المنافقون إلى حكم الله ورسوله ليحكم بمعنى : ليفعل الحكم بينهم أو ليحكم النبي بينهم أي إن فاعل «يحكم» هو المصدر «الحكم» أو «النبي» وحذف المضاف «حكم» من «إلى حكم الله ورسوله» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية والآيتان اللتان بعدها في شأن منافق تخاصم مع يهودي فحاول المنافق الاحتكام إلى كعب ابن الأشرف وطلب اليهودي التحاكم إلى الرسول لعلمه بأن الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا يحكم إلا بالحق.
** (أَمِ ارْتابُوا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخمسين .. بمعنى : أم شكوا في الدين .. من الفعل رابه ـ يريبه ـ ريبا .. من باب «باع» بمعنى : رأى منه ما يشك فيه ويكرهه .. وارتاب فيه بمعنى : شك. والمصدر «ريبا» بفتح الراء والاسم هو «الريبة» بكسر الدال بمعنى التهمة والشك ويقال : أرابني .. وهو لغة هذيل .. وأراب الرجل : أي صار ذا ريبة فهو مريب.
** (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) : المعنى : لا. بل أولئك المنافقون هم الظالمون لأنفسهم فحذفت الصفة أو البدل «المنافقون» المشار إليها لأن ما قبلها يدل عليها و«بل» هنا لأبطال ما قبله وإثبات ما بعده.
** (أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والخمسين. التقدير والمعنى : سمعنا حكمه وأطعنا أمره ورضينا بقوله فحذف مفعولا «سمعنا وأطعنا» اختصارا وهما : حكمه .. أمره.
** (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : المعنى : وأولئك المعلنون للطاعة هم الفائزون أي الفائزون بخير الدنيا والآخرة فحذفت الصفة النعت ـ المشار إليه «المعلنون» أو أولئك المؤمنون هم الفائزون ..
** (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والخمسين. المعنى والتقدير : باذلين أقصى جهدهم في تأكيد أيمانهم. وفيه استعارة عن المبالغة في اليمين المؤكدة من «جهة نفسه» إذا بلغ أقصى وسعها. وأصل «أقسم جهد اليمين» هو أقسم يجهد اليمين جهدا فحذف الفعل وقدم المصدر فوضع موضعه مضافا إلى المفعول. وحكم هذا المنصوب حكم الحال بتقدير : أقسموا جاهدين أنفسهم.
** (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الخامسة والخمسين .. التقدير والمعنى : فأولئك الكافرون هم الخارجون عن الطاعة فحذفت الصفة ـ الكافرون ـ بعد اسم الإشارة.