** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في حق المؤمنين المهاجرين من مكة إلى المدينة حينما تألبت عليهم العرب قاطبة وعاشوا قلقين لا يبيتون إلا بالسلاح فقالوا : ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله؟ فنزلت هذه الآية الكريمة. أي كانوا يخافون من مباغتة المشركين لهم فنزلت هذه الآية تبشيرا لهم وكانت من أكبر أعلام النبوة إذ أنبأت عن غيب ما كان يتوقعه أحد.
** (لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة الخمسين .. المعنى : ليستأذنكم الأرقاء والأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد في الدخول على حجراتكم .. يقال : حلم الصبي ـ يحلم ـ حلما .. من باب «قتل» بمعنى أدرك وبلغ مبالغ الرجال ومثله «احتلم» فهو حالم ـ اسم فاعل ـ ومحتلم ـ اسم فاعل ـ أيضا. وحلم يحلم ـ حلما ـ بضم اللام والحاء وإسكان اللام تخفيفا واحتلم : بمعنى : رأى في منامه رؤيا. وحلم ـ بضم اللام حلما ـ بكسر الحاء : أي صفح وستر فهو حليم ـ فعيل بمعنى فاعل ـ وحلمته أي نسبته إلى الحلم. واسم الفاعل «محلم» بتشديد اللام وكسرها وبه سمي كما قال الفيومي ومنه «محلم بن جثامة» وهو الذي قتل رجلا بذحل الجاهلية ـ أي بحقد الجاهلية ـ بعد ما قال : لا إله إلا الله فقال عليهالسلام اللهم لا ترحم محلما فلما مات ودفن لفظته الأرض ثلاث مرات .. ووصف الشاعر الفرزدق الحلم بالرزانة والرجحان فقال :
إنا لتوزن توزن بالجبال حلومنا |
|
ويزيد جاهلنا على الجهال |
وهناك «الطيف» وهو طيف الخيال : أي مجيؤه في النوم. وعن هذا المعنى قال الشاعر بشار :
لم يطل ليلي ولكن لم أنم |
|
ونفى عني الكرى طيف ألم |
فعقب أحد النقاد بقوله : فأين طاف به الطيف إذا لم ينم!؟ في حين قال شاعر غيره :
أنشد الطيف فتأبى وصله |
|
صلة السهد وتبريح الألم |
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في شأن عمر ـ رضي الله عنه ـ الذي دخل عليه غلام أنصاري فرأى عمر بحالة كره رؤيته ذلك فود عمر لو أن الله تعالى أمر ونهى في حال الاستئذان .. أو أنها نزلت في شأن أسماء بنت أبي مرثد التي دخل عليها غلام كبير في وقت كرهته فشكت الأمر لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فنزلت الآية.
(وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ) (٤٩)
(وَإِنْ يَكُنْ) : الواو عاطفة. إن : حرف شرط جازم. يكن : فعل مضارع ناقص فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره. أصله : يكون. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين.
(لَهُمُ الْحَقُّ) : اللام حرف جر و«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ والجار والمجرور في محل نصب متعلق بخبر «يكن» المقدم. الحق : اسم «يكن» المقدم مرفوع بالضمة.