ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يلج : تعرب إعراب «يعلم» والجملة الفعلية «يلج ..» صلة الموصول لا محل لها. في الأرض : جار ومجرور متعلق بيلج.
(وَما يَخْرُجُ مِنْها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على (ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) وتعرب إعرابها بمعنى يعلم ما يدخل في الأرض من المطر وغيره وما يخرج منها من الشجر والنبات وماء العيون. والجار والمجرور «منها» متعلق بيخرج.
(وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها) : الواو عاطفة وما بعدها : يعرب إعراب (ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها) بمعنى : ما ينزل من السماء من الامطار والثلوج والأرزاق وغير ذلك وما يصعد من الملائكة وأعمال العباد. والجار والمجرور «من السماء» متعلق بينزل والجار والمجرور «فيها» متعلق بيعرج.
(وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة.
** (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأولى .. التقدير : في الدار الآخرة .. فحذف الموصوف «الدار» وأقيمت الصفة «الآخرة» مقامه وحذف الموصوف هنا لأنه لا يلبس وقد وردت كثيرا في كتاب الله الكريم «الآخرة» وفي آيات أخر «الدار الآخرة».
** (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : قل قسما بربي لتأتينكم الساعة أي القيامة وهو جواب على قول الكافرين (لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ) أي نفوا البعث وأنكروا مجيء القيامة على سبيل الهزؤ والسخرية و «بلى» معناها : نعم وهي حرف تصديق وحرف جواب لا عمل له يجاب به على النفي ويقصد به الإيجاب وأكثر ما تقع بعد الاستفهام وهو مثل قوله تعالى في سورة «الأعراف» (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ..) المعنى : شهدنا على أنفسنا بأنك أنت ربنا المستحق للعبادة. ولو قالوا : نعم لكان كفرا لأن المعنى سيكون : لست ربنا! وقال الشعر أبو الأسود الدؤلي :
ألست حقيقا بتوديعه |
|
واتباع ذلك صرما طويلا |
فقالوا بلى والله يا أبا الأسود. وقال الشاعر هذا البيت ضمن أبيات قالها في حضور قوم. ولها قصة أخرجها أبو الفرج في «الأغاني» قال : كان أبو الأسود يجلس إلى فناء امرأة بالبصرة فيتحدث إليها وكانت برزة جميلة ـ أي تفوق النساء فضلا أو شجاعة فقالت له : يا أبا الأسود هل لك أن أتزوجك فإني صناع الكف حسنة التدبير قانعة بالميسور؟ فقال : نعم .. فجمعت أهلها وتزوجته فوجد عندها خلاف ما قدر وأسرعت في إتلاف ماله ومدت يدها إلى خيانته وأفشت سره وشكته إلى من حضر تزويجه إياها فسألهم أن يجتمعوا عنده ففعلوا. فقال لهم :