من صيغ إلى صيغ أخرى وعن تكرير إلى غير تكرير وأما الوصفية فلا يفترق الحال فيما بين المعدولة والمعدول عنها إذ تقول مررت بنسوة أربع وبرجال ثلاثة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة بدلا من الفتحة المنونة وقدرت الفتحة للتعذر على ألف «مثنى» أو يكون محلهن النصب على الحال بتقدير : معدودات لو كان الموصوف معرفة نحو قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) والجملة الفعلية بعدها «يزيد في الخلق» في محل نصب حال والأجنحة جمع «جناح».
(يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. في الخلق : جار ومجرور متعلق بيزيد الله.
(ما يَشاءُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يشاء : تعرب إعراب «يزيد» والجملة الفعلية «يشاء» صلة الموصول لا محل لها وحذف العائد إلى الموصول وهو ضمير منصوب المحل لأنه مفعول به أي ما يشاؤه بمعنى ما تقتضيه مشيئته وحكمته من زيادة في خلق الأجنحة وقيل : الأصل : الجناحان لأنهما بمنزلة اليدين.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إن» منصوب للتعظيم بالفتحة. على كل : جار ومجرور متعلق بقدير.
(شَيْءٍ قَدِيرٌ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة.
** (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الأولى وفيه اسم الفاعل «فاطر» أضيف إلى مفعوله «السموات» ولهذا حذف التنوين من آخره ولو كان «فاطر» معرفا بالألف واللام لانتصبت كلمة «السموات» على المفعولية لاسم الفاعل «فاطر» الذي يعمل عمل فعله المتعدي ومثل «فاطر» أيضا اسم الفاعل «جاعل» و «أولي» تكتب بواو ولا تلفظ وقيل : زيدت الواو للتفريق بين الكلمة وبين «إلى» وهي جمع بمعنى : ذوو لا واحد له. وقيل : هي اسم جمع واحده : ذو : بمعنى : صاحب. وقال المصحف المفسر : لعل المراد من أجنحة الملائكة القوى الروحانية التي متعها الله بها وكثيرا ما يشبه المعنوي بالمادي في اللغة العربية .. بل هذا من بلاغات لغتنا العربية.