بالكسرة المنونة أو تكون الكاف في محل نصب صفة لمصدر محذوف أو نائبة عنه بتقدير : نجزي جزاء مثل ذلك الجزاء.
** (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة والعشرين وكلمة «علمؤا» كتبت في المصحف الكريم بواو قبل الهمزة على لغة من يفخم الألف قبل الهمزة فيمليها إلى الواو وخص سبحانه العلماء بخشيتهم منه جلت قدرته لأنهم يتأملون في الوجود ويرون آثار القدرة الإلهية فيدركون دقة صنع الخالق جل وعلا فيعظمونه سبحانه حق التعظيم فيرجون مغفرته ويخافونه. و «علماء» جمع «عالم» وهو اسم فاعل. وقد قيل : إذا زل عالم .. بكسر اللام ـ زل بزلله عالم ـ بفتح اللام ـ ويجمع «عالم» جمع مذكر سالما «عالمون» وجمع تكسير «علماء» والأفصح أن يكون «عالمون» جمع «عالم» و «علماء» جمع «عليم» وهو بصيغة فعيل بمعنى فاعل. وفعيل يجمع على فعلاء مثل ـ كريم ـ كرماء .. نديم : ـ ندماء .. لئيم : ـ لؤماء .. والعليم هو المتصف بالعلم. والمراد في الآية الكريمة المذكورة آنفا : العلماء به .. أي به سبحانه فحذف الجار لأنه معلوم أي العلماء الذين علموه بصفاته وعدله وتوحيده .. وقد قدم المفعول وهو لفظ الجلالة وأخر الفاعل «العلماء» لأن المعنى : إن الذين يخشون الله من بين عباده هم العلماء دون غيرهم .. أما إذا قدم «العلماء» وأخر اسم لفظ الجلالة انقلب المعنى فيصبح : إنهم لا يخشون إلا الله وهما معنيان مختلفان ـ هذا ما ذكره الزمخشري ـ أما القراءة الثانية التي قرأها عمر بن عبد العزيز فوجه هذه القراءة : إن الخشية في هذه القراءة استعارة .. والمعنى : إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهوب ـ أي الذي يهاب ـ المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده. وشبيه هذه الآية الكريمة في تقديم المفعول قوله تعالى في سورة «البقرة» : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) وقد يجب تأخير المفعول في نحو قولك : ضرب يحيى مصطفى لانتفاء الدلالة على فاعلية أحدهما ومفعولية الآخر .. فلو وجدت قرينة معنوية نحو : أرضعت الصغرى الكبرى .. وأكل التفاحة مرتضى أو وجود قرينة لفظية كقولك : ضربت مصطفى سلمى .. وضرب يحيى الحكيم ـ بضم الميم ـ مصطفى .. جاز تقديم المفعول على الفاعل وتأخيره لانتفاء اللبس في ذلك.
** (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين يقال : زاد الشيء وزاده غيره فهو لازم ومتعد والفعل من باب «باع» وقولهم : زاد المال دينارا تكون كلمة «دينارا» تمييزا وفي الآية الكريمة جاء الفعل «يزيد» وماضيه : ثلاثي «زاد» متعديا إلى ضمير الغائبين «هم» أما الفعل الرباعي «أزاد ـ يزيد ـ بضم الياء ـ فهو ليس من الزيادة في شيء وإنما له معنى آخر .. نقول : أزاده : أي أعطاه الزاد ومثله : زوده .. والفعل المزيد «تزود» بمعنى اتخذ الزاد .. في حين إن الفعل الثلاثي «زاد» من معانيه : نما .. نحو : زاد الشيء : أي نما. وزاد الرجل الشيء : بمعنى : أنماه .. وزاد فلان : أي أعطى الزيادة واستزاده : أي طلب منه الزيادة وهي ما يزاد.
** (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثلاثين .. الذهب : معدن ـ بكسر الدال ـ ثمين تصنع منه السبائك والحلي والنقود .. وجمعه : أذهاب وذهوب ـ بضم الذال ـ ومنه القول ذهب