** (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : حين أرسلنا إليهم رسولين اثنين فيكون المفعول المؤكد «رسولين» قد حذف وأقيم التوكيد «اثنين» مقامه. أرسلهما عيسى ـ عليهالسلام ـ بأمر الله فقويناهما أو أيدناهما بثالث وقد ترك مفعول «عززنا» لأن المراد ذكر المعزز به وهو ثالث.
** (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. المعنى : لرسل مرسلون فحذف الموصوف «رسل» وحلت الصفة «مرسلون» محله. والفرق بين هذه الآية الكريمة والآية الكريمة الرابعة عشرة أن الأولى ابتدائية فيها إخبار والثانية جاءت جوابا عن إنكارهم ولهذا وقعت اللام في «لمرسلون» وكأنها واقعة في جواب القسم الذي جاء في الجملة الاسمية «ربنا يعلم» لأن هذا القول جار مجرى القسم في التوكيد .. مثل قولهم : شهد الله .. وعلم الله.
** (قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : إنا تشاءمنا منكم .. أصله : التفاؤل بالطير ثم أطلق استعماله. ونرجمنكم : أي نقتلنكم رميا بالحجارة .. يقال : رجمه ـ يرجمه ـ رجما .. من باب «نصر» أي قتله و «الرجم» القتل وأصله : الرمي بالحجارة فهو مرجوم ـ اسم مفعول ـ ورجيم ـ فعيل بمعنى مفعول ـ أي مرجوم بالحجارة أيضا.
(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (٥)
(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) : اسم منصوب على المدح أي أعني وعلامة نصبه الفتحة أو منصوب على المصدر بفعل من جنسه محذوف بتقدير : نزل تنزيل أي مفعول مطلق وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف بمعنى منزل من عند الله. العزيز : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الرحيم : صفة ـ نعت ـ للعزيز مجرور مثله وعلامة جره الكسرة .. بمعنى : تنزيل الله العزيز الرحيم.
(لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) (٦)
(لِتُنْذِرَ قَوْماً) : اللام حرف جر للتعليل. تنذر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. قوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «تنذر قوما» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بالفعل المضمر في «المرسلين» التقدير : أرسلناك يا محمد لإنذارهم.