ذي الذكر .. أي ذي الشرف والشهرة أو ذي الذكرى والموعظة أو يكون جواب القسم في الآية التالية.
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (٢)
(بَلِ الَّذِينَ) : حرف استئناف للاضراب وكسر آخره لالتقاء الساكنين. قال الأخفش : بل هنا : بمعنى «إن» فلذلك صار القسم عليها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
(كَفَرُوا) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي بالله ورسوله أو هم في خلاف لله ورسوله.
(فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «الذين». وشقاق : معطوف بالواو على «عزة» ويعرب إعرابها بمعنى إن الكافرين لم يصدوا عن هذا القرآن لعلة فيه بل في عزة واستكبار عن الإذعان له .. والشقاق : هو الخلاف والعداوة بمعنى في استكبار وهو عزة الجاهلية أي أنفتها.
** (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) : أي التقدير في هذه الآية الكريمة الأولى هو وحق القرآن .. فحذف المقسم به المضاف «حق» وأقيم المضاف إليه «القرآن» مقامه.
** (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثالثة وحذف مفعول «نادوا» اختصارا لأنه معلوم أي فنادوا ربهم ليغيثهم بعد أن رأوا العذاب وليس الحين أو الوقت وقت مناص أي مخلص بمعنى وقت خلاص وفرار ونجاة وهذا وعيد للكافرين على كفرهم واستكبارهم وعلى هذا التفسير أي ولما رأوا العذاب تكون الفاء في «فنادوا» عاطفة على فعل محذوف .. ويقال ناص ـ ينوص ـ نوصا ومناصا أيضا من باب «قال» بمعنى فر وراغ. المعنى : وليس وقت تأخر وفرار. وفي الآية الكريمة السابقة ـ أي الثانية نكرت الكلمتان «عزة وشقاق» دلالة على شدتهما وتفاقمهما.
** (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. وفيه حذف المشار إليه البدل أو الصفة من اسم الإشارة «هذا» أي هذا الرجل يريدون به محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ساحر ببيانه كثير الكذب بزعمه أنه رسول الله .. ويقال عجبت وتعجبت من هذا الشيء .. من باب «طرب» ومثله أيضا استعجبت .. وقيل الفعل الثلاثي «عجب» يعبر به عن الذم والإنكار كما في الآية الكريمة والفعل الرباعي «أعجب» يعبر به عن الاستحسان نحو : أعجبني هذا القول بمعنى : راقني .. ولا نقول : راق لي هذا الكتاب لأن الفعل «راق» يتعدى إلى مفعوله بنفسه وليس بحرف جر فالكتاب رائق ـ اسم فاعل ـ وأما مروق فهو ـ اسم مفعول ـ.