** (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة .. المعنى : إن هذا الأمر لشيء بليغ في العجب. أو لأمر متناه في العجب وقد حذف المشار إليه أيضا اختصارا لأنه معلوم والمشار إليه «الأمر» بدل أو صفة لاسم الإشارة. و «العجب» و «العجاب» هو الأمر الذي يتعجب منه. قال الجوهري : والعجاب ـ بتشديد الجيم ـ وهو أكثر وكذا الأعجوبة ولا يجمع «عجيب» ولا «عجب» وقيل : جمع «عجيب» هو «عجائب» وقولهم : أعاجيب كأنه جمع «أعجوبة» مثل «أحدوثة» وأحاديث. ومعنى قولهم في الآية الكريمة المذكورة آنفا : كيف صير محمد الآلهة إلها واحدا؟ تعجبوا لأنه لكل قبيلة إله.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة حينما تعجبت قريش من دعوة محمد وقالوا : إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب.
** (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة .. أي إن هذا الأمر هائل يراد بكم .. فحذف المشار إليه «الأمر» أي صفة اسم الإشارة أو بدل منه كما حذف في الآية الكريمة التالية (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) وفي بداية هذه الآية أيضا (ما سَمِعْنا بِهذا) أي بهذا الأمر أو على معنى ما سمعنا بهذا التوحيد في الديانة الأخيرة التي كان عليها آباؤنا.
** (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. المعنى : فلا تكترث بقولهم يا محمد فهناك كفار مكة المقاومون لدعوتك هم جند مهزوم أو محكوم عليهم بالهزيمة والانكسار والمراد بالأحزاب : الذين تحزبوا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهم من أحزاب إبليس. وجاءت الكلمة «مهزوم» وهي لفظة مفردة على لفظ «جند» لا على معناها لأن معناها جمع أي بمعنى جيش من الكفار .. وقد خسأهم الله بقوله الكريم هذا.
** (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة .. وقد أنث الفعل «كذبت» مع الفاعل «قوم» على معنى «الجماعة» ولفصله عن فعله. و «ذو الأوتاد» معناه : ذو الملك المثبت بالأوتاد وأصله : من ثبات البيت المطنب بأوتاده فاستعير لثبات العز واستقامه الأمر وحذف مفعول «كذبت» دل عليه في الآية الكريمة الرابعة عشرة بقوله (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ) ولقد ذكر سبحانه تكذيبهم أولا في الجملة الخبرية على وجه الإبهام ثم جاء بالجملة الاستثنائية فأوضح فيها بأن كل واحد من الأحزاب كذب الرسل أو جميعهم لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوهم جميعا. وفي تكرار التكذيب وايضاحه بعد إبهامه والتنويع في تكريره بالجملة الخبرية أولا وبالاستثنائية ثانيا وما في الاستثنائية من الوضع على وجه التوكيد والتخصيص أنواع من المبالغة المسجلة عليهم باستحقاق أشد العذاب وأبلغه. وعاد : أي بنو عاد. وبعد حذف المضاف «بنو» ارتفع المضاف إليه «عاد».
** (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : واذكر قصة عبدنا داود ذي القوة : أي الصلابة في الدين وبعد حذف المفعول المضاف «قصة» حل المضاف إليه «عبدنا» محله فانتصب انتصابه .. و «ذا الأيد» أي ذا القوة .. ومنه القول : أيده : بمعنى قواه. وقد اختلف حول كلمة «الأيد» فقد قيل : إنها جمع «يد» بحذف الياء من الجمع «أيدي» واليد هي القوة. وقد قيل : هي مصدر من الفعل : آد ـ يئيد ـ أيدا .. إذا قوي وليس جمع «يد» وقد أجمع علماء اللغة والتفسير على القول الثاني أي على القوة.