** (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والأربعين .. المعنى : وخذ بيدك حزمة صغيرة من الحشيش فاضرب امرأتك فحذف مفعول «اضرب» اختصارا لأنه معلوم وهو «امرأتك» وقيل إن «أيوب» عليهالسلام قد حلف ليضربن امرأته مائة سوط فقال له تعالى : خذ بيدك حزمة فيها مائة عود واضربها بها ضربة فلا تقع يمينك. بمعنى اعمل بذلك ولا تخلف يمينك ـ أي قسمك يقال : حنث في يمينه ـ يحنث ـ حنثا بمعنى اخلف ولم يف بموجبها فهو حانث ـ اسم فاعل ـ و «الحنث» بكسر الحاء وسكون النون ـ هو الخلف في اليمين .. وللفعل معان أخرى إذا زيد نحو تحنث بمعنى تعبد واعتزل الأصنام مثل «تحنف» وتحنث من كذا أيضا : أي تأثم به و «الحنث» أيضا : الإثم والذنب .. وحنّثته : بمعنى جعلته حانثا قال ابن فارس : والتحنث : التعبد ومنه كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتحنث في غار حراء ـ بمعنى : يتعبد. وقيل : الحنث : هو الوقوع في الذنب بسبب عدم فعل المحلوف عليه. وكان أيوب كما ذكر في التفسير الوجيز : قد حلف في مرضه إن شفاه الله أن يضرب امرأته مائة جلدة لذنب ارتكبته وهو بطؤها في قضاء حاجته .. فقال تعالى : إنا وجدناه صابرا .. أي رجلا صابرا على البلاء فحذف الموصوف «رجلا».
** (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والأربعين .. يروى أن النبي يعقوب ـ عليهالسلام ـ وجه الكتاب التالي إلى عزيز مصر ـ أي ملك مصر ـ وهو لا يدري أن ولده ملك على مصر : من يعقوب بن إسحاق .. ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر ؛ أما بعد .. فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء .. أما جدي فشدت يداه ورجلاه ورمي به في النار ليحرق فنجاه الله وجعلت النار عليه بردا وسلاما وأما أبي فوضع السكين على قفاه ليقتل ففداه الله .. وأما أنا فكان لي ابن أحب أولادي إلي فذهب به إخوته إلى البرية ثم أتوني بقميصه ملطخا بالدم وقالوا قد أكله الذئب فذهبت عيناي من بكائي عليه .. ثم كان لي ابن وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به فذهبوا به ثم رجعوا فقالوا : إنه سرق وإنك حبسته. لذلك وإنا أهل بيت لا نسرق ولا نلد سارقا فإن رددته علي وإلا دعوت عليك دعوة تبلغ السابع من ولدك والسلام. فلما قرأ «يوسف» الكتاب بكى وكتب الجواب : اصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا. وقيل : لما قرأ «يوسف» لم يتمالك وعيل صبره ـ أي لم يتماسك وغلب ـ وروي أن «يعقوب» أقام مع يوسف أربعا وعشرين سنة ثم مات وأوصى أن يدفن بالشأم إلى جنب أبيه «إسحاق» فمضى بنفسه ودفنه ثم عاد إلى مصر وعاش بعد أبيه ثلاثا وعشرين سنة ـ أي عاش مائة وخمسا وعشرين وجعله أهل مصر في صندوق من مرمر ودفنوه في النيل وقد توارثت الفراعنة من العماليق بعده ملك مصر.
** (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والأربعين .. المعنى واذكر يا محمد اسماعيل بن إبراهيم جد العرب .. واليسع بن أخطوب الذي استخلفه إلياس على بني إسرائيل .. وقد أثير جدل حول هذا الاسم «اليسع» من حيث لفظه وتعريفه وتنكيره وطريقة قراءته .. وذا الكفل : أي وصاحب الكفل وهو ابن عم اليسع من أنبياء بني إسرائيل .. وقيل : اختلف في نبوته.
** (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والخمسين .. المعنى : وعندهم في الجنة نساء لا ينظرن إلى غير أزواجهن لدات ـ جمع لدة ـ أي متساويات في السن والجمال .. و «الطرف» هو العين .. يقال : طرفت عينه تطرف طرفا : بمعنى : أصابها