يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة «يعلمون» صلة الموصول لا محل لها.
(وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) : معطوف بالواو على (الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) ويعرب إعرابه. و «لا» نافية لا عمل لها بمعنى هل يتساوى الذين يعلمون الحق والذين لا يعلمونه .. أو هل يتساوى القانت والعاصي. كلا لا يستويان أي لا يتساويان.
(إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) : كافة ومكفوفة. يتذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة بمعنى ينتفع به أو يتعظ. أولو : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف. الألباب : مضاف إليه مجرور بالكسرة بمعنى ذوو أي أصحاب العقول؟
** (نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة .. والتقدير : من قبل ذلك وبعد حذف المضاف إليه «ذلك» بني المضاف «قبل» على الضم لانقطاعه كما حذف مفعول «يضل» اختصارا وهو «الناس».
** (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة المعنى : قل هل يتساوى العلماء والجهلاء؟ أي الذين يعلمون الحق والذين لا يعلمونه أو هل يتساوى القانت المطيع والعاصي الكافر؟ قال الفراء : يقال هذا الشيء لا يساوي كذا ولم يعرف هذا لا يسوى كذا. وهذا لا يساويه أي لا يعادله. وفي الحديث : «إذا تساووا هلكوا» وقال الأزهري قولهم : لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا أصله أن الخير في النادر من الناس فإذا استووا في الشر ولم يكن فيهم ذو خير كانوا من الهلكى. ولم يذكر أن القول المذكور آنفا هو حديث. وقال السموأل :
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهم |
|
فليس سواء عالم وجهول |
يقول الشاعر : إن كنت تجهلين قدرنا فاسألي الناس عنا وعن الذين تقارنينهم بنا. فإذا سألت عرفت .. وذلك لأن العالم والجاهل لا يستويان كما في الآية الكريمة المذكورة آنفا. و «سواء» في شعر السموأل هنا معناها : مستو .. وهو أي الشاعر قدم هنا خبر «ليس» على «اسم ليس» وهو «عالم» وهذا جائز بدليل قوله تعالى في سورة «البقرة» : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) بنصب «البر» على أنه خبر «ليس» تقدم اسمه واسمه هو المصدر المنسبك من «أن» المصدرية الناصبة وما دخلت عليه وتقديره : ليس توليكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب البر. وفي هذا التقدير والتأخير قال شاعر آخر :
لا طيب للعيش ما دامت منغصة |
|
لذاته بادكار الموت والهرم |
أي إن الإنسان لا يهنأ باله ولا تستريح خواطره ولا يطيب له العيش إذا كان كثير التذكر للموت وما يصيبه من الكبر والضعف .. وهنا أيضا قدم الشاعر خبر «ما دام» وهو «منغصة» على اسمه وهو «لذاته» أما «ادكار» فمعناه : تذكر. وأصله : اذتكار ثم قلبت التاء