دالا فصار «اذدكار» ثم قلبت الذال المعجمة مهملة فصار «اددكار» ثم أدغمت الدال في الدال. و «الهرم» هو الشيخوخة وكبر السن. وقال بعضهم : لا تمار جاهلا ولا عالما فإن العالم يحاجك فيغلبك والجاهل يلاحيك. فيغضبك .. و «تماري» بمعنى تجادل وتنازع .. ويحاجك : بمعنى يغلبك بالحجة والبرهان أما «يلاحيك» فمعناه : ينازعك. ومنه المثل : من لا حاك فقد عاداك. وحذفت الياء من «تماري» لأنه فعل مجزوم بلا الناهية.
** (اتَّقُوا رَبَّكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة .. المعنى : اتقوا عذاب ربكم فحذف المفعول المضاف «عذاب» كما حذف الموصوف في قوله «حسنة» أي مثوبة حسنة في الآخرة وهي الجنة فحذف الموصوف «مثوبة».
** (عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) : المعنى : عذاب يوم عظيم الهول وهو يوم القيامة وبعد حذف المضاف إليه «الهول» نون آخر المضاف «عظيم» لانقطاعه عن الإضافة.
** (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة عشرة .. و «أهليهم» أصلها : أهلين وهي جمع «أهل» ويقال : أهل المكان ـ يأهل ـ أهولا من باب «قعد» بمعنى عمر بأهله فهو آهل ـ اسم فاعل ـ وقرية آهلة : أي عامرة .. وأهل الرجل مثله أي من باب «قعد» أيضا بمعنى تزوج ومثله تأهل. وتطلق لفظة «الأهل» على الزوجة والأهل أهل البيت وأصله القرابة وقد أطلقت على الأتباع ويقال : أهل البلد : أي من استوطنه .. وأهل العلم : هم المتصفون به وأهل الثناء والمجد .. وهو أهل للإكرام : بمعنى مستحق له وتجمع لفظة «الأهل» على أهال وأهلون ـ في حالة الرفع ـ وفي حالتي النصب والجر : أهلين .. كما في الآية الكريمة المذكورة. وربما قيل : الأهالي. وفي حالة الرفع قالها الشاعر :
وما المال والأهلون إلا ودائع |
|
ولا بد يوما أن ترد الودائع |
** (ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة عشرة .. المعنى : ذلك العذاب هو الذي يخوف الله به عباده فحذف النعت أو البدل «العذاب» المشار إليه لأن ما قبله يفسره.
** (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ) : جاء هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة عشرة .. و «الطاغوت» هو كل ما عبد من دون الله من الأوثان وهو مشتق من الطغيان وهو تجاوز الحد .. يقال : طغا ـ يطغو ـ طغوا .. من باب «قال» وطغي ـ يطغى ـ طغى .. من باب «تعب» ومن باب «نفع» لغة أيضا فيقال طغيت .. وفي التهذيب ما يوافقه قال الطاغوت .. تاؤها زائدة وهي مشتقة من «طغا». والطاغوت : يذكر ويؤنث والاسم هو الطغيان وهو مجاوزة الحد وكل شيء جاوز المقدار والحد في العصيان فهو طاغ ومنه : طغا السيل : بمعنى ارتفع حتى جاوز الحد في الكثرة .. والطاغوت هو الشيطان وجمعه : طواغيت.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله .. وهم زيد بن عمرو بن نفيل وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي .. فبشر أيها النبي عبادي بذلك.
** (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : يبتغون أحسن ما يؤمرون به ويعملون بأكثره ثوابا.