** (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والخمسين المعنى : لا تيأسوا من رحمة الله .. يقال : قنط ـ يقنط ـ قنوطا .. بمعنى يئس .. وهو من بابي : ضرب .. وتعب و «القنوط» بضم القاف : اليأس من رحمة الله تعالى .. فهو قانط ـ اسم فاعل ـ و «قنوط» وقال الفيومي : وحكى الجوهري لغة ثالثة من باب «قعد» وقال الجوهري : وقنط اسم فاعل أيضا ـ بفتح القاف وكسر النون ـ فأما «قنط ـ يقنط ـ بفتح النون فيهما ـ وقنط ـ يقنط ـ بكسر النون فيهما ـ فإنما هو على الجمع بين اللغتين.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : إن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن .. أو تخبرنا أن لنا توبة. فنزل قوله تعالى في هذه الآية الكريمة.
** (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والخمسين .. المعنى : وارجعوا أو وتوبوا إلى ربكم واستسلموا له .. يقال : أسلم المؤمن أمره إلى الله أو لله بمعنى : سلمه وأسلم : أي دخل في السلم ـ بفتح السين واللام ـ وهو الاستسلام وسلم المسافر ـ يسلم ـ سلما .. من باب «تعب» وسلامة بمعنى : خلص ونجا من الآفات فهو سالم ـ اسم فاعل وبه سمي .. أما «السلام» فهو اسم من «سلم عليه» وهو أيضا من أسماء الله الحسنى. قال السهيلي و «سلام» : اسم رجل لا يوجد بالتخفيف ـ أي تخفيف اللام ـ إلا عبد الله بن سلام وأما اسم غيره من المسلمين فلا يوجد إلا بالتثقيل ـ أي تشديد اللام ـ و «السلم» بكسر السين وفتحها هو الصلح ويذكر ويؤنث. ويقال : سلم إليه الشيء فتسلمه : أي أخذه .. وتسلم الشيء : بمعنى : تناوله وقبضه ويتعدى إلى مفعولين نحو : سلمه الشيء : بمعنى : أعطاه إياه. أما الفعل «استلم» فمعناه : لمس .. وقد اختص بالحجر الأسود فيقال : استلم الحاج الحجر الأسود : أي لمسه .. إما بالتقبيل أو باليد وربما استعمل في غير ذلك نحو : استلم يده : أي مسحها أو قبلها ويقال سلم الرجل الوديعة لصاحبها أي أوصلها فتسلم ذلك ومنه قيل : سلم الدعوى : إذا اعترف بصحتها فهو إيصال معنوي.
** (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والخمسين .. وفيه نكرت «نفس» لأن المراد بها الأنفس وهي نفس الكافر ويجوز أن يراد التكثير والمعنى ارجعوا خوف أن تقول نفس يا حسرتي وندامتي على ما أضعت في جانب الله أي في ذاته. وفي القول الكريم كناية حسنة وفيه يقدر مضاف محذوف سواء ذكر الجنب أو لم يذكر بمعنى فرطت في طاعة الله.
** (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والخمسين .. و «كرة» بمعنى : رجعة .. يقال : كر ـ يكر ـ كرا ـ بمعنى : رجع .. وهو من باب «رد» و «الكر» أيضا : اسم بمعنى الرجوع والفعل يتعدى بنفسه نحو : كره. ولا يتعدى نحو كر بنفسه ومنه الفعل المضعف «كرر» نحو : كرر الشيء ـ يكرره تكريرا وتكرارا ـ بفتح التاء أيضا وهو مصدر وبكسر التاء وهو الاسم. قال ابن الرومي :
ما أنسى لا أنسى خبازا مررت به |
|
يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر |
ما بين رؤيتها في كفه كرة |
|
وبين رؤيتها قوراء كالقمر |