إليه .. فهو قرير العين .. وعينه قريرة. و «قرة الأعين» أي موجبة للسرور على تأويل أن تكون لفظة «قرة» مشتقة إما من القرار فيكون المعنى : إن ذلك الشيء تسكن إليه العين سرورا به .. وإما من القر : أي البرد فيكون برود العين كناية عن السرور أي سرور صاحبها وارتياحه وقيل : مشتقة من «القرار» لأن العين تقر على ما يسرها : أي تثبت عليه وتستقر وإما من «القر» وهو البرد لأن دمعة السرور تكون باردة. روي أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رأى على عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قميصا فقال له : أجديد قميصك أم لبيس؟ قال عمر : بل لبيس يا رسول الله. فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا وليعطك الله قرة عين في الدنيا والآخرة». وكان عمر يسأل الله شهادة في سبيله ووفاة في بلد نبيه .. وقد استجاب الله تعالى له فمات شهيدا في مدينة الرسول على يد قاتل مجوسي .. وقد قتل عمر في أحب الأوقات إليه بل في أحب الأوقات إلى الله عزوجل وهو الوقت الذي تؤدى فيه صلاة الفجر .. ويروى أن عمر سقط وهو يقول : وكان أمر الله قدرا مقدورا.
** (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى أفمن كان مؤمنا بالله ورسله كمن كان خارجا عن حدود الشرع أي عن الايمان والطاعة لا. لا يستوون عند الله يوم القيامة. وقد أفرد «كان» على لفظ «من» وجمع الفعل «يستوون» على معنى «من» أي إن الجملتين محمولتان على لفظ «من» ومعناها لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى.
** (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة العشرين .. المعنى وأما الذين خرجوا عن طاعة الله فمنزلهم ـ مسكنهم ـ أو مستقرهم النار وسميت «النار» مأوى استهزاء وسخرية بهم. و «النار» موجود قائم بنفسه مضيء ومحرق وجمعه : نيران. والكلمة مؤنثة وقد تذكر. قال أبو زيد : وجمعت على «نور» وقيل : مثل «ساحة» وجمعها : سوح .. والنائرة ـ اسم فاعل ـ مشتقة من «النار» وهي العداوة والشحناء .. نحو : بينهم نائرة .. وسعيت في إطفاء النائرة : أي في تسكين الفتنة .. وتصغر «النار» على «نويرة» ومن أسمائها الشهيرة : جهنم التي يعذب بها الكفار واللفظة «جهنم» ممنوعة من الصرف للمعرفة والتأنيث وهي دار العقاب الأبدي .. ومن أسمائها أيضا : سقر وهو كذلك اسم علم لجهنم وممنوع من الصرف أيضا لسبب نفسه و «سقر» مأخوذ من «سقرته النار» و «صقرته» بمعنى : لوحته. ومن أسمائها : السعير .. الخ.
** (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة الحادية والعشرين .. و «لعل» تفيد الترجي. والترجي هنا محال وممتنع عن الله سبحانه وإنما هو ترجي المخاطبين أي لعلهم يرجعون إلى رشدهم.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) : ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة السادسة والعشرين المعنى : إن في ذلك المذكور لدلائل وعلامات على قدرتنا أفلا يسمعون القول سماع تدبر واتعاظ أو فيتعظوا .. وحذف مفعول يسمعون «القول» كما حذف المشار إليه البدل أو النعت «المذكور».
** (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والعشرين. الفعل الرباعي منه «انظر» نحو : أنظره : أي أمهله.
** سبب نزول الآية : قال قتادة : قال الصحابة : إن لنا يوما يوشك أن نستريح فيه وننعم فقال المشركون : متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ فنزلت هذه الآية الكريمة.