والمجرور متعلق بيشتري أي يختار حديث الباطل على حديث الحق .. وسبيل الله : هو الاسلام. أو دين الاسلام أو القرآن.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «يشتري» أي يشتري بما له جهلا بالإثم أو غير عالم بالتجارة أي يشتري بغير بصيرة بالتجارة حيث يستبدل الضلال بالهدى. علم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(وَيَتَّخِذَها هُزُواً) : معطوفة بالواو على «يضل» وتعرب إعرابها. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به يعود على السبيل لأنها مؤنثة. هزوا : حال من الضمير «ها» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي استهزاء وسخرية.
(أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب. والجملة الاسمية بعده في محل رفع خبره. لهم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. مهين : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة.
** (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة. أي أولئك الصادقون أو الموصوفون بما ذكر .. على طريق هدى أي هداية من ربهم .. فحذف النعت أو البدل المشار إليه «الصادقون» اختصارا لأن ما قبله دال عليه وحذف المضاف «طريق» وأقيم المضاف إليه «هدى» مقامه.
** (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة وفيه حذف مفعول «يضل» اختصارا. التقدير والمعنى : ليصد الناس عن دين الاسلام أو عن القرآن .. أي وبعض الناس من يشتري الأحاديث الملهية. وأضاف «اللهو» إلى «الحديث» أي إضافة الشيء إلى ما هو منه للتبيين كقولك : هذا باب ساج. بمعنى : من يشتري اللهو من الحديث لأن اللهو يكون من الحديث وغيره .. بمعنى : ما يلهي من الكلام .. كالأساطير وفضول الكلام والحكايات التي لا قيمة لها ليصد أو ليمنع الناس عن دين الله. وثمة احتمال آخر هو أن تكون الإضافة بمعنى «من» التبعيضية كأنه قيل : ومن الناس من يشتري بعض الحديث الذي هو اللهو منه. جاء في الحديث : الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش. والمراد بالحديث هنا : الحديث المنكر. وجاء الفعلان «يشتري» و «يضل» والفعل «يتخذ» أيضا .. مفرده على لفظ «من» وجيء بصيغة الجمع في قوله «أولئك لهم» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.