مع أنّها لأجل إشباع البطون.
فيوم ميلاده صلىاللهعليهوآله ويوم بعثته ، الذي هو مبدأ تكامل فكر الأُمم على مدى التاريخ ؛ أعظم من هذه الآية ، وأجلّ من ذلك العيد ، فاتّخاذه عيداً يكون بطريق أولى.
٨ ـ قوله تعالى : وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ، قال الحلبي : «أي وقد أقسم الله بليلة مولده صلىاللهعليهوآله قوله تعالى : وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ، وقيل أراد بالليل ليلة الإسراء ، ولا مانع أن يكون الإقسام وقع بهما ، أي استعمل الليل فيهما» (١).
٩ ـ إنّ الاحتفال بالمولد سنّة حسنة ، وقد قال صلىاللهعليهوآله : «من سنّ سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها» (٢).
١٠ ـ إنّ جُلّ أعمال مناسك الحجّ ما هي إلّا احتفالات بذكرى الأنبياء عليهمالسلام ، فأمر الله تعالى باتّخاذ مقام إبراهيم مصلّىً إحياء لذكرى شيخ الأنبياء إبراهيم عليهالسلام ، أمّا السعي بين الصفا والمروة فهو تخليد لذكرى هاجر لمّا عطشت هي وابنها إسماعيل ، فكانت تسعى بين الصفا والمروة ، وتصعد علّها تجد شخصاً ما.
ورمي الجمار تخليد لذكرى إبراهيم عليهالسلام ، لمّا ذهب به جبرائيل إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع أحجار فساخ.
وذبح الفداء ، إنّما هو تخليد لذكرى إبراهيم عليهالسلام أيضاً ، حينما أُمر بذبح ولده إسماعيل ، ففداه الله بذبح عظيم.
وفي بعض الأخبار : إنّ أفعال الحجّ إنّما هي احتفال بذكرى آدم ، حيث تاب الله عليه عصر التاسع من ذي الحجّة بعرفات ، فأفاض به جبرائيل حتّى وافى إلى المشعر الحرام فبات فيه ، فلمّا أصبح أفاض إلى منى ، فحلق رأسه إمارة على قبول توبته وعتقه من
__________________
١ ـ السيرة الحلبية ١ / ٨٦ ، السيرة النبوية لزيني دحلان ١ / ٢١.
٢ ـ مسند أحمد ٤ / ٣٦٢ ، المصنّف لابن أبي شيبة ٣ / ٣.