آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١) ، وقوله عزّ وجلّ : وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ (٢) ....
فقال مولانا الرضا عليهالسلام : «ويحك ـ يا علي ـ اتّق الله ، ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ، ولا تتأوّل كتاب الله برأيك ، فإنّ الله تعالى يقول : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (٣).
أمّا قوله عزّ وجلّ في آدم عليهالسلام : وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى فإنّ الله عزّ وجلّ خلق آدم حجّة في أرضه ، وخليفة في بلاده ، لم يخلقه للجنّة ، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض ، تتمّ مقادير أمر الله عزّ وجلّ ، فلمّا أُهبط إلى الأرض ، وجُعل حجّة وخليفة عُصِمَ بقوله تعالى : إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤).
وأمّا قوله تعالى : وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ إنّما ظنّ أنّ الله عزّ وجلّ لا يضيق عليه رزقه ، ألا تسمع قول الله عزّ وجلّ : وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ (٥) أي ضيّق عليه ، ولو ظنّ أنّ الله تبارك وتعالى لا يقدر عليه لكان قد كفر» (٦).
وأمّا يونس عليهالسلام إنّما بقي في بطن الحوت إلى مدّة من الزمن ، لا لمعصية صدرت منه ، ولا لذنب ارتكبه والعياذ بالله ، وإنّما لكونه خرج من قومه ـ وهو معرضاً عنهم ،
__________________
١ ـ طه : ١١٩.
٢ ـ الأنبياء : ٨٧.
٣ ـ آل عمران : ٧.
٤ ـ آل عمران : ٣٣.
٥ ـ الفجر : ١٦.
٦ ـ الأمالي للصدوق : ١٥٠.